عنوان الفتوى : استعمال ساعة ذكية في مراقبة الطفل والبيئة المحيطة به
أريد شراء ساعة ذكية لطفلي البالغ من العمر أربع سنوات، وهناك بعض الساعات توجد بها ميزات مثل الاستماع للبيئة المحيطة بالطفل، دون أن يشعر، وميزة مثل التقاط صورة للطفل دون أن يشعر. فهل استخدام مثل هذه الميزات حلال أم حرام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نرى حرجًا في استخدام الساعة الذكية لهذا الغرض، إن كان ذلك يحقق مصلحة رعاية الطفل، والمحافظة عليه، لا سيما أن الطفل في هذا السن ليس لأفعاله حكم حتى ينهى عن التجسس عليها.
وأما إذا استخدم للاطلاع على حال بعض الأشخاص الذين يتصرفون في حياتهم الشخصية دون انتباه للولد، ولا استحياء منه، فلا نرى ترك هذه الساعة معه بهذا القصد مباحًا؛ لأنه يعتبر من التجسس عليهم، وهو محرم.
جاء في تحفة المحتاج في شرح المنهاج نقلا عن الإمام النووي -رحمه الله-: قال أقضى القضاة الماوردي: ليس للمحتسب أن يبحث عما لم يَظهر من المحرمات، فإن غلب على الظن استسرار قوم بها لأمارة، وآثار ظهرت: فذلك ضربان:
أحدهما: أن يكون ذلك في انتهاك حرمة يفوت استدراكها، مثل أن يخبره من يثق بصدقه أن رجلاً خلا برجل ليقتله، أو بامرأة ليزني بها، فيجوز له في مثل هذا الحال أن يتجسس، ويقدم على الكشف، والبحث، حذرًا من فوات ما لا يستدرك، وكذا لو عرف ذلك غير المحتسب من المتطوعة: جاز لهم الإقدام على الكشف والإنكار.
الضرب الثاني: ما قصر عن هذه الرتبة، فلا يجوز التجسس عليه، ولا كشف الأستار عنه، فإن سمع أصوات الملاهي المنكرة من دار أنكرها خارج الدار: لم يهجم عليها بالدخول، لأن المنكر ليس ظاهرا، وليس عليه أن يكشف عن الباطن. انتهى.
والله أعلم.