عنوان الفتوى : جلب الولد لمصنع صغير خلاف إرادة الوالد لا يجوز
أنا ابن كبير للأسرة، وتعلمون أن الحرب في بلدنا أتت علينا بالخسارة في المال، والأمان، والمسكن، فأخواتي، وأمي في بلد، وأنا في بلد آخر، والحرب قد طالت، وأبي كان قد طلب مصنعا من إحدى الدول، ولكن ظروف الحرب أتت دون أن نكمل المبلغ، فاتفقت مع المصنع، فبدل الطلب بمصنع أصغر على قدر المبلغ المودع لديهم، وبعد الاتفاق رفض أبي، وبعد الحرب لاحظنا تخبط أبي في القرارات، وعليه، فإن أمي وإخوتي -من باب ستر البنات، وتوفير مستلزمات الحياة- طلبوا مني أن أجلب المصنع إلى البلد الآخر -إما للبيع، أو التشغيل- وطلبوا عدم إخبار الوالد إلى أن يحين الوقت المناسب، وهذا بنية ستر البنات، وتعليم الأولاد، وعدم الحاجة للسؤال، وأنا أخاف من غضب الوالد، مع العلم أن الوالد نفسه ظروفه المعيشية صعبة، ويحتاج إلى المال، فهل يجوز لي استجلاب المصنع من باب الأمانة، وستره هو والأهل؟ أم يعتبر ذلك من خيانة الأمانة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الأب هو الذي وكلك في جلب المصنع له -كما يفهم من السؤال- ولا يرضى بتغيير الطلب، وجلب مصنع أصغر منه، فليس لك الاعتداء عليه، ومخالفة أمره، وجلب مصنع صغير -مهما كان قصدك-
قال ابن قدامة في المغني: ولا يملك الوكيل من التصرف إلا ما يقتضيه إذن موكله من جهة النطق، أو من جهة العرف، لأن تصرفه بالإذن، فاختص بما أذن فيه. اهـ.
وعليه؛ فإما أن تقنعه بما تراه أنفع لكم، ولو بتوسيط من له تأثير عليه، وشفاعة عنده، فإن رضي فبها ونعمت، وإلا فالتزم بما أمرك به.
والله أعلم.