عنوان الفتوى : المقصود بقوله: كاسيات عاريات
هل يقصد بكاسيات عاريات أمام الرجال، أم أمام النساء، أم أمام الجميع؟
وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه مسلم: ونساء كاسيات، عاريات، مميلات، مائلات.... قد اختلف في المراد فيه بالكاسيات العاريات.
قال القرطبي في المفهم: وقوله: (ونساء كاسيات عاريات)، قيل في هذا قولان:
أحدهما: أنهن كاسيات بلباس الأثواب الرقاق الرفيعة التي لا تستر منهن حجم عورة، أو تبدي من محاسنها -مع وجود الأثواب الساترة عليها- ما لا يحل لها أن تبديه، كما تفعل البغايا المشتهرات بالفسق.
وثانيهما: أنهنَّ كاسيات من الثياب، عاريات من لباس التقوى، الذي قال الله تعالى فيه: {وَلِبَاسُ التَّقوَى ذَلِكَ خَيرٌ}. قلت: ولا بُعد في إرادة القدر المشترك بين هذين النوعين. انتهى.
وقال النووي -رحمه الله-: قيل مَعْنَاهُ كَاسِيَاتٌ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ، عَارِيَاتٌ مِنْ شُكْرِهَا، وَقِيلَ مَعْنَاهُ تَسْتُرُ بَعْضَ بَدَنِهَا، وَتَكْشِفُ بَعْضَهُ، إِظْهَارًا بِحَالِهَا، وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها. انتهى.
فعلى أن المراد كونهن كاسيات من الثياب، أو من نِعَم الله، عاريات من التقوى، أو من الشكر، فلا يرد هذا السؤال.
وعلى أن المراد كونهن يلبسن ثيابا رقاقا تصف لون البدن، فهذا يشمل ما إذا أبدت ما لا يحل كشفه للرجال، أو للنساء. فإن لبست ثيابا رقاقا تصف لون ما بين سرتها، وركبتها عند النساء، فيخشى عليها أنها داخلة في هذا الوعيد الشديد.
والله أعلم.