عنوان الفتوى : ماهية تفطير الصائم الوارد في حديث: من فطر صائما...الحديث
بعد اطلاعي على أجر إفطار الصائم دعوت الله السنة الفائتة أن ييسر لي إطعام الصائمين في رمضان؛ لصعوبة خروجي من البيت للبحث عنهم، فبدأت تأتيني امرأة متسولة، وأتقاسم معها إفطاري. جاءتني هذه السنة كذلك، لكن لاحظت أنها تأكل قبل الأذان. في إحدى المرات رأيت معها إبرة إنسولين. باستمراري في التصدق عليها، هل يعتبر إفطار صائم، أم فقط إطعام مسكين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد رغب في تفطير الصائمين بقوله: من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً. رواه الترمذي، وابن ماجه.
والمراد بالحديث من فطر شخصا صائما فعلا وقت الفطر المقرر شرعا، فقد قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: أي من أطعم صائماً عند إفطاره. انتهى.
وأما عن حال هذه السيدة، وهل يعتبر إحسانك إليها إفطار صائم، أم فقط إطعام مسكين؟ فهو تبع لحالها، فإن كانت صائمة فعلا، فهو تفطير صائم، وإلا فهو إطعام مسكين، مع العلم بأن إطعام الجائع، وإيتاء السائل فيه أجر عظيم، كما دلت عليه النصوص، فقد قال الله -تعالى-: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {المعارج: 24 -25}، وقال -تعالى-: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ {الضحى: 10}.
قال الطبري -رحمه الله-: وأما من سألك من ذي حاجة، فلا تنهره، ولكن أطعمه، واقض له حاجته. اهـ.
وروى أحمد في المسند، والترمذي في السنن عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عري كساه الله من خضر الجنة.
والله أعلم.