عنوان الفتوى : كراهية البنت لأمها بسبب سوء معاملتها لها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لدي أم صعبة للغاية، وعلاقتي بها متوترة، ولا أحبها على الإطلاق، وأود أن أقول إنني أكرهها، وأفهم أنه ليس من الخطأ دينياً أن أكرهها، ولا أستطيع أن أجبر المشاعر على الخروج مني، وعلى الرغم من ذلك، فأنا أكن لها احترامًا كبيرًا، وأستمع إليها دائمًا، لأن هذا ما طلبه الله مني، وأعرف حقوقها كأم في الإسلام، وأعرف واجباتي، وأشكر الله الذي أعطاني هذه المعرفة، والفهم، والصبر عليها، وقد علمت منها مؤخرًا أنها تتطفل على غرفتي، وتفتش أغراضي، وهذا سلوك أكرهه، وأدينه، وأحتاج إلى مساحتي الشخصية، واحترام مساحتي الشخصية، وبدأت تتشاجر معي بشأن هذا الأمر، بل وضربتني، ودفعتني مرة واحدة، وتستمر في الصراخ، والتلفظ بكلمات سيئة، وحتى الشتائم في وجهي، فهل الشتم، واللعن حرام؟ وأقول لها إنه كذلك، وتقول لي إنه ليس كذلك، على الرغم من أنني أحضرت لها الدليل، والحديث على ذلك، وقد هددتني مؤخرًا إما بالتوقف عن إغلاق غرفتي عندما أغادر المنزل، أو ستزيل الباب بالكامل، وتقول إن المنزل هو مملكتها، وأنها تريد أن تفعل ما يحلو لها، فهل يجب أن أفتح غرفتي، أم أن لي الحق في خصوصيتي؟ وهل يمكنها أن تهددني، وتفعل مثل هذه الأشياء أم لا؟ علاوة على ذلك، فعلاقتها بوالدي صعبة، وتتشاجر معه طوال الوقت، وقالت لي إنها لن تتحدث معه، وستواصل قتاله إذا لم أفتح غرفتي، أرجو أن تعذروني على لغتي العربية، فقد استخدمت ترجمة جوجل، وقد نشأت وأنا أتكلم الإنجليزية أكثر من العربية.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمجرد كراهيتكِ القلبية لأمكِ بسبب تصرفاتها، لا إثم عليك فيه؛ لأن الأمور القلبية لا كسب لصاحبها فيها ولا يؤاخذ بها ما لم يترتب على ذلك قول أو فعل، وقد قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5}. وانظري الفتوى : 108898 .

لكن من المحزن جدا أن نسمع مثل هذا الكلام من بنت تجاه والدتها، فإن الوالدة حقها عظيم، وهي التي حملت وولدت وسهرت وربت، فلا ينبغي أن يكون جزاؤها هو النفور عنها، أوكراهيتها بسبب بعض التصرفات التي تصدر منها، وهي تقصد بذلك صلاح وإصلاح بنتها، ولو كان أسلوبها فيه خطأ، لكن لابد من التماس العذر لها، والإحسان إليها، وتعويد القلب محبتها بذكر كل هذه المحاسن، والتي تعتبر بعض السيئات مغمورة في بحر هذه المحاسن والحسنات..

وقد أحسنتِ بصبركِ عليها، وحرصك على البر بأمكِ، والإحسان إليها، وتجنب ما يؤدي للعقوق، وهذا هو المطلوب شرعا، فمن حق الوالدين برهما، والإحسان إليهما وإن أساءا، كما هو مبين في الفتوى: 299887.

وليس من حق أمكِ فتح غرفتكِ، والاطلاع على خصوصياتكِ، وليس لها تهديدكِ بفتح الباب، ونحو ذلك، ولكن ينبغي أن تراعي الحكمة في التعامل معها، وتعملي على مداراتها، لتتقي شرها، لئلا يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، ومن ذلك أن تحفظي الأشياء التي لا تحبين اطلاع أمكِ عليها، وإن كانت تخشى أن يكون عندكِ ما لا ترضاه لكِ مما قد تترتب عليكِ منه مفاسد، فطمئنيها بعدم وجود هذه الأشياء، أو التخلص منها إن وجدت.

ونوصيكِ بكثرة الدعاء لها أن يصلح الله تبارك وتعالى حالها، فربنا سميع مجيب، وهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186}.

ويمكنكِ أن تستعيني في مناصحتها بمن لهم وجاهة عندها.

والله أعلم.