عنوان الفتوى: هل يغفر الله للمشرك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قول الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك. لماذا توبة المشركين لا يقبلها الله؟ فان الله قد وصف نفسه التواب الرحيم. وهل وقع تعارض مع قوله تعالى قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالآية الكريمة التي سألت عنها لا تعني أن توبة المشركين لا تقبل عند الله تعالى، بل على العكس، فإن من دخل الإسلام يغفر له كل ما كان ارتكبه من الذنوب. روى الإمام أحمد في المسند من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عمرو: أما علمت أن الهجرة تجب ما قبلها من الذنوب؟ يا عمرو: أما علمت أن الإسلام يجب ما كان قبله من الذنوب.؟ وأخرج ابن ماجه في سننه من حديث عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وعليه، فالآية إنما تعني أن الله تعالى لا يغفر لمن مات على الكفر، وأما من تاب من شركه قبل موته فإن الله يغفر له كسائر المذنبين، قال الطبري في تفسيره للآية المسؤول عنها: فحرم الله تعالى المغفرة على من مات وهو كافر... (3/644) ويؤيد ذلك ما رواه مسلم وغيره من حديث جابر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله: ما الموجبتان؟ فقال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار.

وبهذا نفهم أن الآية لا تتعارض مع قوله تعالى: [قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ] (الأنفال: 38). وإنما توافقها وتوافق آيات أخرى كثيرة وردت بقبول توبة الكفار.

والله أعلم.

شارك الفتوى

أسئلة متعلقة أخري
هل صرف العبادة لغير الله شرك محض أم يجب أن يقترن به نية التعبد؟
طاعة المخلوق في المعصية... رؤية شرعية
أحكام دعاء الجن، ودعاء الغائب
قول: كانت الريح طيبة والملاح حاذقا، هل هي شرك أكبر، أم كفر نعمة؟
بكاء وخوف من وقع في الشرك هل يعد من الندم؟
قصد غير الله بالعبادة
الشرك الذي لا يغفره الله
هل صرف العبادة لغير الله شرك محض أم يجب أن يقترن به نية التعبد؟
طاعة المخلوق في المعصية... رؤية شرعية
أحكام دعاء الجن، ودعاء الغائب
قول: كانت الريح طيبة والملاح حاذقا، هل هي شرك أكبر، أم كفر نعمة؟
بكاء وخوف من وقع في الشرك هل يعد من الندم؟
قصد غير الله بالعبادة
الشرك الذي لا يغفره الله