عنوان الفتوى : الخوف من سرقة المال لا يُجيز التعامل بالربا
لدي بعض المقتنيات الثمينة التي أخشى عليها من السرقة، خصوصاً أنني أسكن بمفردي في منزل، والمنزل في منطقة غير آمنة، ناهيكم عن زيادة معدل السرقة بشكل عام في بلدي، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وقد فكرت في استئجار خزينة صغيرة داخل البنك حتى أضع بها هذه المقتنيات -وهي تقريباً كل ما أملك- وجميع البنوك تشترط وضع وديعة مالية في الحساب؛ لتسمح للعميل باستئجار الخزينة، وحجتهم في ذلك ضمان حق البنك للإنفاق على مصاريف استئجار الخزينة، خصوصاً وأن بعض من استأجروا الخزائن توفاهم الله، ولم يتوصلوا للورثة. وقانوناً لا يحق للبنك فتح الخزينة إلا في وجود الورثة، مع العلم أن المبلغ المطلوب: 20 ألفا، ويعتبر قليلا بالنسبة لبنوك أخرى تشترط وديعة بمليون ونصف مليون.. الخ، وأشعر بالحيرة، والقلق، وأخشى أن أدخل في نطاق هذا الحديث: لعن الله الربا، وآكله، وموكله، وكاتبه، وشاهديه.
وفي الوقت نفسه أخشى على المقتنيات من السرقة، وهي كل ما أملك، وليس لي أحد -بعد الله عز وجل- ليساعدني في مصاريف الزواج، فاعتمادي كله سيكون عليها. وليس بإمكاني الزواج في الوقت الحالي لأسباب لا داعي لذكرها، منها عائلية، وصحية، بوركت جهودكم.
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه الوديعة مضمونة مقابل ربح؛ فهي معاملة ربوية محرمة، ولا يجوز لك التعامل بها. وكونك محتاجا إلى حفظ أموالك في موضع آمن؛ ليس مسوّغا للدخول في عقد محرم، إن كان بإمكانك التعامل مع بنك إسلامي يضبط معاملاته بأحكام الشرع، أو إيداع مقتنياتك عند من تثق فيه.
وراجع الفتوى: 304282.
والله أعلم.