عنوان الفتوى : حكم من طلب صدقة لعائلة محتاجة فأخذه لنفسه لكونه محتاجا دون علم المتبرعين

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب متزوج ولدي طفلتان، وأقيم في بلد ما، حاولت الهجرة غير الشرعية منه، وعدت من هذه المحاولة وعلي ديون كثيرة، وظاهر أمري للناس أنني ميسور الحال، لكنني لم أعد كذلك، وفي الوقت الحالي احتجت إلى تركيب الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء في المنزل، نتيجة انقطاعها الدائم في منطقتنا، ولي أقارب مغتربون في بلاد عدة، استطعت أن أستدين من أحدهم بـ: 40%، من قيمتها دون موعد، لتفهمه لوضعي الحالي، ولكنني قمت بتأمين الباقي من المبلغ عن طريق أنني أخبرت عدة أشخاص منهم أنني أقوم بجمع مبلغ مالي لتركيب طاقة شمسية لتوليد الكهرباء لعائلة محتاجة، وأنها ستكون صدقة جارية عنهم، ولم أخبرهم باستثناء أحدهم بأنها لي استحياء، ولن أستطيع تسديد الديون إذا قمت بالاستدانة، فاعتبرت بأنني أمثل هذه العائلة المحتاجة في الوقت الحالي، والصدقة تجوز على الجميع، ووضعي حقاً صعب، وأنها فعلاً صدقة جارية، وأنوي أن أستمر بها عندما تتيسر أموري -إن شاء اللّه- عن طريق التصدق لهم بصدقات جارية -إن شاء اللّه- ولم يسألني أحد منهم من هي العائلة، ولم يسألوا عن التفاصيل بسبب ثقتهم بي، وأنا أشعر وكأنني أسرق، فما رأي الشرع بالذي أفعله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان السائل يعلم أو يغلب على ظنه أنه إذا صرح للمتبرعين بأن هذا المبلغ له هو وعائلته لم يتبرعوا، فلا يجوز له أخذ شيء منه لنفسه؛ مراعاة لقصد المتبرعين، وأما إذا لم يعلم أو يغلب على ظنه ذلك، وكان هو وعائلته ينطبق عليهم الوصف الذي ذكره للمتبرعين -عائلة محتاجة- ففي أخذه هذا المال لنفسه دون علم المتبرعين، خلاف بين أهل العلم، فمنهم من حرم ذلك، ومنهم من رخص فيه، وهذا هو المفتى به عندنا، وراجع في ذلك الفتوى: 239872وما أحيل عليه فيها.

وعلى هذا القول، فلا حرج على السائل في أخذه هذا المال لنفسه، لكونه محتاجا كما ذكر للمتبرعين، وإن كان الأولى هو اجتنابه؛ خروجا من الخلاف، واحتياطا لنفسه، ولذلك فالأفضل له أن يسعى في تحصيل هذا المبلغ ويبذله لغيره من المحتاجين لمثل هذه الطاقة الشمسية.

والله أعلم.