عنوان الفتوى : حكم من نذر أن يقوم الليل ويذكر الله دائما دون توقف

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قمت بنذر مشروط، مفاده: في حال تحقق الشرط سأقوم الليل، وأقوم بذكر الله دائما دون توقف أبدا، أو كلل.
لكني في حيرة من أمري، خصوصا أنه يجب أن أتكلم مع الناس بحكم العمل، أو العلاقات الاجتماعية، وأيضا التعلم يحتاج التركيز، ولا أستطيع القيام بالأمرين معا بالإضافة إلى الأكل والاغتسال والنوم ..... الخ.
أرشدوني، جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان نذرك معلقا بفعل ما، لِحَثِّ نفسك عليه، أو منعها منه، فإنه لا يلزمك الوفاء بالنذر، بل تخير بين الوفاء، وبين إخراج كفارة اليمين، كما هو مذهب جمهور العلماء، وانظر الفتوى: 377689. وتكفيك كفارة واحدة عن الأمرين (قيام الليل، ودوام الذكر)، كما سبق في الفتوى: 445204.

وأما إن كان النذر نذر تبرر، بأن علقت النذر بحصول نعمة وأمر ترجوه؛ فإنه يلزمك الوفاء باليمين. ولا يجوز لك الانتقال إلى الكفارة -إلا في حال العجز التام عن الوفاء بشيء من النذر-.

جاء في المغني لابن قدامة: نذر طاعة وتبرر؛ مثل الذي ذكر الخرقي. فهذا يلزم الوفاء به؛ وهو ثلاثة أنواع:

أحدها: التزام طاعة في مقابلة نعمة استجلبها، أو نقمة استدفعها، كقوله: إن شفاني الله، فلله علي صوم شهر. فتكون الطاعة الملتزمة مما له أصل في الوجوب بالشرع، كالصوم والصلاة والصدقة والحج.

فهذا يلزم الوفاء به، بإجماع أهل العلم. اهـ.

وإدامة ذكر الله دون توقف ليست في إمكان البشر أصلا، ويعسر تصور أن عاقلا يقصد بنذره أن يذكر الله دائما، ألا يتوقف للضرورات كالنوم والأكل، ودخول الخلاء، والكسب، ونحو ذلك!

وعليه؛ فالمتعين عليك المحافظة على ذكر الله في غير أوقات الضرورة والحاجة -كالنوم والأكل والكسب والدراسة المحتاج إليها-، ولا تلزمك كفارة.

جاء في الشرح الصغير للدردير: (و) إن نذر شيئًا ولم يقدر عليه (سقط ما عجز عنه) وأتى بمقدوره ...اهـ.

والله أعلم.