عنوان الفتوى : الواجب على المقترض سداد دينه بغير مماطلة
أتعامل مع شركة حيث أورد إليها فرصا تسويقية وتقوم هي بوضع تسعيرة للعمل وأنا أضع نسبة ربح عليه، فهم مصدر الإنتاجية لدي في الآونة الأخيرة تراكم لهم مبلغ دين وبدأوا يتلكؤون في تنفيذ ما طلبه منهم لدرجة أن القطيعة أصبحت واردة بيني وبينهم فهل من حقهم المطالبة بالدين علما بأنهم هم مكان الإنتاج لي أي أنهم حجبوا المورد الذي من الممكن من خلاله المساعدة في تسديد دينهم أرجو الإفادة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من المقرر في الشرع أن لصاحب الحق مقالا، والدين الذي عليك لهذه الجهة حق فلها أن تطالبك به، إلا أنه يستحب إذا كان المدين معسرا أن يتسامح معه فيوضع عنه بعض الدين أو كله، وهذا على سبيل الاستحباب لا الوجوب.
قال تعالى: [وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة:280).
وعليه، فإذا كان موعد سداد الدين الذي عليك قد حل، فالواجب السداد، ولا عذر لك في ترك الشركة التعامل معك في المماطلة ما دمت تقدر على الوفاء، وفي الصحيح: مطل الغني ظلم. رواه البخاري.
والعلماء يقولون في فقه الحديث المتقدم: إنه يحرم على الغني القادر أن يمطل بالدين بعد استحقاقه بخلاف العاجز،.
كما أن على من لم يكن عنده مال أن يتكسب لتحصيل قدر دينه وسداد ما عليه.
والله أعلم.