عنوان الفتوى : الأعمال الواردة في حديث ( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ ... )، هل ترتّب على حسب ورودها؟
في الحديث: (مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ) متى ينبغي أن يقول اللهم اغفر لي؟ هل ينبغي أن أفسِّر هذا الحديث حرفيا، وأقول الاستغفار أو الدعاء مباشرة بعد قول هذا الذكر حتى يتم قبوله؟ هل يجب علي اتباع الترتيب الدقيق المذكور في الحديث، أم لديَّ خيار البدء بأيٍ منها؟ هل يجوز قول هذا الذكر (باستثناء الإستغفار والدعاء) بعد الاستيقاظ ، الوضوء، صلاة التهجد، والاستغفار والدعاء في تهجّدي، أم يجوز القيام بالأمرين معا؟ أيهما أفضل؟
الحمد لله.
عن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ رواه البخاري (1154).
وقوله صلى الله عليه وسلم (تَعَارَّ): أي استيقظ.
قال أبو عبيد القاسم بن سلّام رحمه الله تعالى:
" قال الكسائي، قوله: ( تعارَّ من اللَّيْل ) يعني استيقظ، يقال منه: قد تعارّ الرجل، يتعارّ، تعارّا: إِذا استيقظ من نومه، ولا أحسب ذلك يكون إلّا مع كلام أو صوت، وكان بعض أهل العلم يجعله مأخوذا من عِرار الظليم، وهو صوته؛ ولا أدري أهو من ذلك أم لا " انتهى من "غريب الحديث" (4/135).
فهذا الذكر من أذكار الانتباه من النوم، فيبادر إليه العبد قبل أي شيء آخر.
قال النووي رحمه الله تعالى: " (باب ما يقول إذا استيقظ في الليل وأراد النوم بعده)
اعلم أن المستيقظ بالليل على ضربين.
أحدهما: من لا ينام بعده، وقد قدمنا في أول الكتاب أذكاره.
والثاني: من يريد النوم بعده، فهذا يستحب له أن يذكر الله تعالى إلى أن يغلبه النوم، وجاء فيه أذكار كثيرة، فمن ذلك ما تقدم في الضرب الأول.
ومن ذلك: ما رويناه في "صحيح البخاري" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تعار من الليل... )" انتهى من "الأذكار" (ص 80).
وعلى ذلك؛ فمن أراد إدراك الفضل الوارد في هذا الحديث؛ فإنه يأتي بالذكر، أولا ثم يدعو، ثم إن قام بعد هذا فتوضأ وصلى فهو الأحسن؛ وذلك لأن الذكر والدعاء والوضوء والصلاة معطوفة على بعضها البعض بـ (ثمّ) و (فـ) الدالتان على الترتيب.
لكن الدعاء أمره واسع، فيدعو بعد الذكر، ويدعو في الصلاة أيضا، لأنه مستحسن في الحالتين، وليدرك الفضل في المقامين، ولأن الصلاة إذا بشر العبد بقبولها، فيرجى قبول ما فيها من الدعاء.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
" إذا أتى بهذا الذكر ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، اللهم أصلحني، اللهم يسّر لي زوجة صالحة، اللهم ارزقني ذرية طيبة، إلى غير هذا، هذا من أسباب الإجابة، فإذا قام مع هذا توضأ وصلى قُبلت صلاته، هذا في الصحيحين من حديث عبادة، حديث عظيم صحيح.
سؤال: الدعاء قبل الصلاة وإلا بعد؟
الشيخ: قبل الصلاة وبعد الصلاة وفي الصلاة، كلها " انتهى. من "فتاوى الدروس".
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |