عنوان الفتوى : حكم الصيام المتقطع لتقليل حدة الشهوة
بدأت في الصيام المُتقطِّع، والذي هو عبارة عن صيام عن الأكل دون الماء؛ وهذا لتقليل حدة الشهوة. فسألني أهلي: لماذا تفعل هذا؟ فلم أجبهم. فقالت لي أختي: هذا صوم النصارى. فذهبت وبحثت. وبالفعل وجدت أن بعض النصارى يصومون عن الأكل دون الشراب، ولكن إلى منتصف النهار، وأنا أفطر الساعة العاشرة ليلا.
فهل هذا يُعدُّ تشبها، لكني احتياطا أتناول شيئا من الطعام في الصباح حتى لا يكون تشبها بهم.
فهل يجب أن أتناول هذا الشيء القليل أمام أهلي؛ لكيلا يقولوا لي: أنت تصوم صيام النصارى؟
أختي الآن ليست معنا. فهل يجب أن أرسل لها رسالة أخبرها بأني قلَّلْت الأكل، ولا أصوم، أو أنتظرها إلى أن تأتيَ؛ لكي تعلم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك فيما ذكرت، وليس فيه تشبه بالنصارى، وقد ذكرنا في فتاوى سابقة أن ضابط التشبه المذموم بالكفار هو التشبه بهم فيما يختصون به، بحيث يظن من رآه أن صاحبه منهم.
وكثير من الناس يترك الطعام دون الشراب من أجل إنقاص الوزن، أو غير ذلك من المقاصد. فليس تركه على ذلك النحو مختصا بالنصارى.
ولو أكلت شيئا يسيرا أثناء النهار، خروجا من شبهة التشبه بهم التي ظنها أقاربك، لكان حسنا.
وانظر الفتوى: 323776 في ضابط التشبه المذموم.
ولو صمت الصيام الشرعي لتقليل حدة الشهوة، لكان أفضل. فهذا الصيام هو وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ, وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ; فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
والله أعلم.