عنوان الفتوى : المتسبب في الحادث ضامن للدية
في الفترة الماضية عملت حادث مرور، وكان معي شخص في السيارة وقد وافته المنية، والسيارة الأخرى المشتركة في الحادث قد توفي فيها شخصان..علما بأن الحادث حدث مع سيارة ثالثة وهي شاحنة وهي السبب الرئيسي في الحادث.حيث أني اصطدمت بالشاحنة وفقدت التوازن أي أن السيارة تدور حول نفسها وصدمت السيارة الثانية التي يوجد فيها الشخصان اللذان قد توفيا.مع العلم بأني قد صمت عن الشخص الذي كان معي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 19279 أن قائد السيارة مسؤول عن حوادث السير في حال تسببه فيها.
وعليه؛ فإذا كنت المتسبب في هذا الحادث ابتداء، فإنك ضامن لدية هذين الشخصين، وتتحمل العاقلة عنك، لأنه قتل خطأ، كما يجب عليك كفارتان لهذين القتيلين، وأما قولك: إنك فقدت السيطرة على سيارتك فإنه على فرض ذلك لا يعفيك من المسؤولية لأن اصطدامك بالسيارة الثانية ناتج عن الاصطدام الأول، والذي حصل بتقصيرك.
ولهذا قال علماؤنا الأقدمون إن الرجل إذا جمحت به فرسه فإنه ضامن لما أتلفت إن كان الجموح بسببه، أما إن نخسها آخر أو بسبب شيء في الطريق أو نحو ذلك فإنه لا يضمن.
جاء في المدونة: قال مالك في رجل جمح فرسه بسببه أنه ضامن لما أتلف قال.... فجمح (الفرس) من قبل فارسه فهو ضامن لما أصاب إلا أن يكون الفرس إنما نفر من شيء مر به في الطريق لم يكن ذلك من سبب فارسه فلا يكون عليه الضمان، وإن كان غيره فعل ذلك بالدابة فجمحت، فإن الذي فعل ذلك بالدابة ضامن لما أصابت الدابة. ا.هـ
وراجع في هذا الموضوع الفتوى رقم: 10651، والفتوى رقم: 5914، والفتوى رقم: 23714.
والله أعلم.