أرشيف المقالات

منشأ العبارة الخاطئة " العصمة لله "

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
2منشأ العبارة الخاطئة " العصمة لله "
كتب الأستاذُ الشيخُ عبدالفتاح أبو غدَّة رحمه الله تعالى مقالاً مهمّاً بعنوان: "تعبيرات خاطئة في جنب الله تعالى"، واقتصرَ فيه على عبارتين خاطئتين: العبارة الأولى: إطلاق "قوة عليا"، أو "قوة خفية"، أو "قوة مدبِّرة"، وأمثالها على الله تعالى. العبارة الثانية: إطلاق "العصمة" على الله، من نحو: "له العصمة"، و "لا عصمة إلا لله ورسوله"، وهكذا.   وقد ساق أسماءَ عددٍ من العلماء والأدباء الذين استعملوا هذه الألفاظ.   وبلغ عددُ الذين استعملوا العبارةَ الثانية خمسة عشر وهم هؤلاء: (وقد أوردهم الشيخُ على غير ترتيبٍ معيَّنٍ، وحبذا لو رُتِّبوا على حسب القِدم، وقد قدَّمتُ أنا مصطفى عناني لأنّه أقدمُ الذين ذكرهم الشيخُ في مستعملي هذه العبارة): 1- الأستاذ مصطفى عناني مصحِّح "القاموس المحيط" في كلمة الختام، في طبعته التي طبعت سنة 1332هـ بالقاهرة، ص420.   2- الأستاذ الشيخ أحمد إبراهيم إبراهيم في كتابه "التزام التبرُّعات في الشريعة الإسلامية" المنشور سنة 1932-1933م.   3- الأستاذ محمد حميد الله في كتابه: "مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الرشيدة، ص8.   4- الأستاذ علي محمد البجاوي في آخر تعليقه على كتاب: "تبصير المنتبه" لابن حجر.   5- الأستاذ محمد الأحمدي أبو النور في تعليقه على كتاب "الديباج المذهب".   6- السيد محمود محمد عبدالرحمن في آخر "المصحف المعلِّم"، المطبوع بالقاهرة سنة 1391هـ، ص 552.   7- مقدمو "الموسوعة الفقهية" الكويتية (1/7) من الطبعة الأولى.
وعُدِّل التعبير في الطبعة الثانية بعد تنبيه الأستاذ عبدالفتاح لهم.   8- الدكتور محمد سليم النعيمي في مقدمة ترجمته لكتاب "تكملة المعاجم العربية" لدوزي.   9- الأستاذ وهبي سليمان غاوجي الألباني في كتابه: "أركان الإيمان" ص 298.   وفي مقدمته لكتاب: "من نسمات القرآن" لمؤلفه غسان حمدون، المطبوع بدمشق سنة 1396هـ.   10- الدكتور محمد البلتاجي في موضوع بعنوان: "انتشار الاستبداد في العالم الإسلامي لماذا؟" نشر في مجلة الدعوة المصرية، في العدد 56، سنة 1401ه - 1980م، ص 46.   11- الأستاذ ناصر الألباني في مقدمته لكتاب "شرح عقيدة الطحاوي" الطبعة الرابعة، ص27.
وفي مقدمته لكتاب: "رياض الصالحين" في موضعين من الصفحة س.   12- الأستاذ محمد عبدالخالق عضيمة في ختام كتابه "دراسات لأسلوب القرآن الكريم"، ق3، ج4، ص649.   13- الشيخ محمد حسنين مخلوف في كتابه: "بلوغ السول في مدخل علم الأصول" ص208.   14- الأستاذ محمود الطناحي في مقدمة تحقيقه لكتاب: "منال الطالب في شرح طوال الغرائب" لابن الأثير، في موضعين.   15- الدكتور محمد أبو اليسر عابدين في كتابه: "أغاليط المؤرخين" ص204.   وقد بيَّن الشيخ عبدالفتاح سببَ تخطئته هذا التعبير بياناً شافياً[1].   أقول: وهناك غيرُ هؤلاء المذكورين، ومِن أقدمهم محمد توفيق صدقي في مقالٍ له في مجلة (المنار) عام 1911م.   ومنهم: محمود محمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري (11/504).   ولعل ورود هذه العبارة في مجلة (المنار) هو السبب في شيوعها، لانتشار هذه المجلة في الأوساط الإسلامية، وكان الشيخ ناصر الدين الألباني من متابعيها كما قال الشيخ شعيب الأرناؤوط.   وأضيفُ هنا مبيِّناً منشأ هذا التعبير، ومن أين دخَلَ على المسلمين، فأقول: قد استعملَ هذه العبارةَ بلفظ: "وما العصمة إلا لله" رشيد أفندي الشرتوني محرِّر البشير ومدرِّس الخطابة في كلية القديس يوسف (1864- 1906م) في مقالٍ له في مجلة (المشرق)، السنة الثانية، عام (1898م) ص1065.
واستعمل هذه العبارة: "العصمة لله رب العالمين" الخوري يوحنا مرتا المرسل الرسولي في بطريكية أورشليم اللاتينية، كما في مقالٍ له في مجلة (المشرق) أيضاً، السنة الثالثة، عام (1899م)، ص978.
وهذا الاستعمال - بالتاريخ المذكور - أقدمُ الاستعمالات، فعُلِمَ من ذلك منشأُ هذا التعبير الغريب الأجنبي على العقيدة الإسلامية وأهلِها.
وقد كان للشيخ عبدالفتاح أبو غدة فضلُ التنبيه عليه.
وقد سبقه الشيخ محمد بن يوسف بن محمد بن سعد الحيدري التونسي الكافي المالكي (المتوفى: 1380هـ) في كتابه "الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية" (المطبوع بمطبعة السعادة بمصر المحمية سنة 1340 هجرية).
وتبعَهُ آخرون كالشيخ بكر أبو زيد في "معجم المناهي اللفظية".


[1] انظر مقال الشيخ في مجلة الأمة، العدد 53، السنة الخامسة 1405ه - 1985م، ص 14-16، وقد ساقه بتمامه الأستاذ محمد الرشيد في "إمداد الفتاح" ص608–619.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١