عنوان الفتوى : إخبار الوالدين بإلحاد ولدهما
لي صديقٌ ألحد منذ عامٍ، وقد حاولنا ـ أنا وأصدقاؤه ـ هدايته بشتى الطرق، ولم ينفع معه شيءٌ، فهل إخبار والديه بذلك الأمر تصرف صحيح؟ وماذا علينا أن نفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن صديقك هذا على خطرٍ عظيمٍ، إن لم يتب، ويرجع للإسلام.
فعليكم بمواصلة السعي في توبته، ولا تملّوا، ولا تيأسوا، واستحضروا أنه يتأكد النهي عن المنكر بالنسبة لمن علمه دون غيره، فقد قال النووي: ثم إنه قد يتعين، كما إذا كان في موضعٍ لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو، وكمن يرى زوجته، أو ولده، أو غلامه على منكرٍ، أو تقصيرٍ في المعروف، قال العلماء ـرضي الله عنهم-: ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لكونه لا يفيد في ظنه، بل يجب عليه فعله، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وقد قدمنا أن الذي عليه الأمر، والنهي، لا القبول. انتهى من شرح صحيح مسلمٍ.
وأما عن إخبار أبويه بتلطّفٍ، ورفقٍ؛ فلا حرج فيه، بل إن ذلك مما يرجى نفعه؛ فهما أحرص الناس على إنقاذه من الهلاك، بل قد يكون واجبًا، إن كان يرجى منهم ثنيه عن الباطل، وإرجاعه إلى الحق، كما أن دعوة الأبوين مستجابةٌ، ولا سيما إن كانت بظهر الغيب، ويدل لذلك ما في الحديث: ثلاث دعواتٍ مستجاباتٍ، لا شكّ فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر. رواه أحمد، وأبو داود، وحسنه الألباني، والأرناؤوط.
وفي حديث مسلمٍ: دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابةٌ، عند رأسه ملكٌ موكلٌ، كلما دعا لأخيه بخيرٍ، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثلٍ.
وقد سبق أن ذكرنا بعض مخاطر مصادقة الملحد في الفتوى: 20995.
والله أعلم.