عنوان الفتوى : أحكام من لم تكن تحافظ على الصلاة
بلغت في سن التاسعة، وكنت غير محافظة على الصلاة، أقطعها كثيراً وأصلي قليلاً، وكنت أصوم وأفطر في أيام الحيض، حتى سن 13 حيث بدأت في الحفاظ على الصلاة ـ ولله الحمد ـ والآن عمري 22 سنة، ولكن لجهلي الكثير وقتها لم أكن أقضي الأيام التي أفطرتها، علماً بأنني كنت كثيراً ما أصوم من غير أن أصلي، فهل يجب علي قضاء تلك الأيام؟ أم أني كنت كافرة وقتها، لعدم صلاتي بشكل مستمر ولا يجب علي القضاء؟ وماذا أفعل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها، حيث قال تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.
وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}.
ومن جحد وجوبها فهو كافر بإجماع أهل العلم، ومن تركها كسلا فقد اختلف أهل العلم هل يحكم بكفره أم لا؟ والظاهر من سؤالك أنك لست جاحدة لوجوب الصلاة، بل كنت تتركينها تهاونا، أو كسلا، وبالتالي، فلست بكافرة عند الجمهور، كما سبق في الفتوى: 182215.
لكن تجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، والمحافظة على أداء الصلوات مستقبلا مع قضاء جميع الصلوات المتروكة إذا كنت ضابطة لعددها، وإن جهلت العدد؛ فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة، هذا هو مذهب الجمهور، وهو الراجح عندنا، وراجع التفصيل في الفتويين: 61320، 97471.
كما يجب عليك قضاء ما أفطرته من رمضان فيما مضى، وإذا لم تضبطي عدده، فإنك تواصلين القضاء حتى تتيقني، أو يغلب على ظنك براءة الذمة، وانظري التفصيل في الفتوى: 256138.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم وجوب الصلاة المتروكة عمدا، وكذلك الصوم أيضا، والراجح وجوب القضاء، وهو مذهب الجمهور، كما سبق في الفتوى: 415918.
ويجدر التنبيه على أن الصوم يحرم على الحائض، ولا يجزئ منها، بل يجب عليها قضاء أيام دورتها في رمضان وانظري الفتوى: 246025.
ويجب عليك تعلم أحكام الصلاة، والصيام، ونحوهما من فروض الأعيان، بقدر الاستطاعة، كما تقدم في الفتوى: 59220.
والله أعلم.