عنوان الفتوى : وهب الله لفاطمة من الكمال ما لم يشاركها أحد من الأمة
أعلم أن السيدة فاطمة ابنة الرسول عليه وآله الصلاة والسلام هي من سيدات نساء الجنة ، فلم اختص الله فاطمة دون باقي بنات الرسول الكريم بهذه المكانة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق ذكر ترجمة فاطمة رضي الله عنها في الفتوى رقم: 20660.
أما لماذا تكون فاطمة أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر أهل العلم لذلك أسبابا استندوا فيها إلى جملة من الأحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: فاطمة مضغة مني، فمن أبغضها أبغضني. رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا فاطمة رضي الله عنها: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله: فمن أغضبها أغضبني استدل به السهلي على أن من سبها فإنه يكفر، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها، وقد سوى بين غضبها وغضبه، ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر. ثم قال ابن حجر: وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال رحمه الله: ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا، ثم ذكر في موضع قبل هذا أن أقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله صلى الله عليه وسلم: إنها سيدة نساء العالمين إلا مريم، وأنها رزئت بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من بناته، فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها. اهـ.
والله أعلم.