تفسير سورة الصافات للناشئين (الآيات 1 - 76)
مدة
قراءة المادة :
11 دقائق
.
تفسير سورة الصافات للناشئين (الآيات 1 - 76)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (24) من سورة «الصافات»:
﴿ والصافات صفًّا ﴾: أقسم الله - سبحانه وتعالى - بتلك الطوائف من الملائكة، الصافات قوائمها في الصلاة أو أجنحتها في انتظار أمر الله - عز وجل -.
﴿ فالزاجرات زجرًا ﴾: الملائكة تسوق السحاب، أو كل ما نهى الله عنه في القرآن.
﴿ فالتاليات ذكرًا ﴾: الملائكة تتلو آيات الله للعلم والتعليم.
﴿ لا يسَّمعون إلى الملأ الأعلى ﴾: لا يقدرون أن يستمعوا إلى الملائكة الذين هم في العالم العلوي.
﴿ ويقذفون من كل جانب ﴾: ويرجمون من كل ناحية بالكواكب المحرقة.
﴿ دحورًا ﴾: إبعادًا وطردًا.
﴿ واصب ﴾: دائم لا ينقطع.
﴿ خطف الخطفة ﴾: التقط الكلمة بسرعة خفية.
﴿ فأتبعه شهاب ثاقب ﴾: فلحقه كوكب مضيء فأحرقه.
﴿ فاستفتهم ﴾: فوجه سؤالاً - يا محمد - إلى هؤلاء المنكرين للبعث.
﴿ أهم أشدُّ خلقًا أم من خلقنا ﴾: أيهم أقوى وأشد خلقًا، هل هم أم السموات والأرض وما بينهما من الملائكة والمخلوقات العظيمة؟!.
﴿ لازب ﴾: لازم ملتزق بعضه ببعض.
﴿ يستسخرون ﴾: يبالغون في سخريتهم.
﴿ داخرون ﴾: صاغرون أذلاَّء.
﴿ زجرة واحدة ﴾: صيحة واحدة (نفخة البعث).
﴿ يا ويلنا ﴾: يا هلاكنا.
﴿ الفصل ﴾: القضاء والتفريق بين المحسن والمسيء.
﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ﴾: اجمعوا الظالمين وأشباههم من العصاة والمجرمين، كل إنسان مع مثيله.
مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (24) من سورة «الصافات»:
1- تبدأ هذه الآيات بالقسم من الله - سبحانه وتعالى - بطوائف من الملائكة على أنه - سبحانه وتعالى - واحد لا شريك له، وأنه مالك الملك كله.
2- ثم تتحدث عن الكواكب التي جعلها الله زينة للسماء وحفظًا لها من الشياطين الذين يحاولون الاستماع إلى الملأ الأعلى، وكيف تطاردهم تلك الكواكب وتحرقهم إحراقًا.
3- ثم توجه سؤالاً إلى المشركين الذين ينكرون البعث: هل هم أشد وأقوى خلقًا أم تلك الخلائق الهائلة: الملائكة والسماء والأرض والكواكب والشياطين والشهب؟ فتثبت بذلك قدرة الله - سبحانه وتعالى - على خلقهم وبعثهم للحساب والجزاء.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة (1) إلى (24) من سورة «الصافات»:
1- الملائكة خلق عظيم من خلق الله - سبحانه وتعالى - مطيعون لربهم، عابدون له، ويتلون القرآن ويسبحون بذكر الله ويحملون كلام الله إلى الناس...إلخ، فلا يجوز عبادتهم كما كان الجاهلون يفعلون زاعمين أنهم بنات الله.
2- الشياطين أعداء الإنسان ولا يجوز طاعتهم، وهم لا يملكون نفعًا ولا ضرًّا، ولا يعلمون غيبًا.
3- الله - سبحانه وتعالى - الذي خلق هذا الخلق العظيم من السماء والأرض وما بينهما لا يعجزه خلق الإنسان بعد موته ليحاسبه على أعماله ويجازيه عليها، فلماذا يستبعد المتشككون في البعث إمكان وقوعه مع أنهم ليسوا أشد ولا أقوى خلقًا من هذه المخلوقات العظيمة.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (25) إلى (51) من سورة «الصافات»:
﴿ ما لكم لا تناصرون ﴾: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضًا؟.
﴿ مستسلمون ﴾: عاجزون جميعًا عن الانتصار، أذلاَّء منقادون.
﴿ عن اليمين ﴾: تصرفوننا عن جهة الحق والدين وتزينون لنا الباطل وتخدعوننا.
﴿ سلطان ﴾: قوة وقدرة.
﴿ طاغين ﴾: مجاوزين الحد في العصيان والفجور.
﴿ فحق علينا قول ربنا ﴾: فثبت ووجب علينا جميعًا وعيد الله لنا بالعذاب.
﴿ إنا لذائقون ﴾: إننا جميعًا لذائقو العذاب لا محالة.
﴿ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾: جاءهم محمد - صلى الله عليه وسلم - بالحق الواضح والتوحيد الخالص كما جاء بذلك الرسل قبله.
﴿ المخلصين ﴾: الذين أخلصهم الله لطاعته.
﴿ بكأس ﴾: بخمر أو بقدح فيه خمر.
﴿ من معين ﴾: من شراب نابع من عيون الجنة.
﴿ ولا هم عنها ينزفون ﴾: ولا هم بسبب شربها يسكرون وتنزع عقولهم كخمر الدنيا.
﴿ قاصرات الطرف ﴾: حور عين عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن.
﴿ عين ﴾: عيونهن واسعات جميلات و(عين: جمع عيناء).
﴿ بيض مكنون ﴾: لؤلؤ مستور محفوظ في أصدافه لم يصبه غبار.
﴿ قرين ﴾: مرافق وجليس.
مضمون الآيات الكريمة من (25) إلى (51) من سورة «الصافات»:
1- تستمر الآيات في تأكيد قدرة الله - سبحانه وتعالى - على بعث الناس بعد موتهم للحساب والجزاء، فتسوق لتأكيد ذلك مشهدًا مطولاً للبعث والحساب والنعيم والعذاب، يظهر فيه موقف هؤلاء المعاندين المستهزئين وما سيلاقونه من عذاب هم وأمثالهم وما كانوا يعبدون من دون الله.
2- ثم تعرض لجزاء عباد الله المخلصين وما سيكون فيه من نعيم وتكريم وتذكر لما كانوا عليه في الدنيا، ثم تعقد مقارنة بين هذا النعيم الذي يتمتع فيه المؤمنون وبين العذاب الشديد الذي ينتظر المجرمين.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (25) إلى (51) من سورة «الصافات»:
1- من رحمة الله - سبحانه وتعالى - وفضله علينا أن صوَّر لنا ما سيحدث يوم القيامة من حساب وتعذيب للمجرمين، ونعيم وتكريم للمؤمنين حتى نتزود من الأعمال الصالحة التي تنفعنا في الآخرة.
2- يجب علينا أن نحسن اختيار أصدقائنا من أهل الاعتقاد السليم والأخلاق الفاضلة، وأن نتجنب أصدقاء السوء، ولا نستمع إلى إغرائهم لنا بالفساد، ومعصية الله.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (52) إلى (76) من سورة «الصافات»:
﴿ أئنا لمدينون ﴾: هل نحن محاسبون ومجزيون بأعمالنا؟! (يقول ذلك لصاحبه المؤمن متعجبًا ومكذِّبًا).
﴿ قال هل أنتم مطَّلِعون ﴾: قال ذلك المؤمن لإخوانه المؤمنين من أهل الجنة: هل تنظرون معي إلى النار؛ لنرى حال ذلك القرين الكافر؟.
﴿ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ﴾: فنظر فأبصر صاحبه الكافر في وسط الجحيم يحترق فيها.
﴿ إن كدت لتردين ﴾: إنك قاربت أن تهلكني بإغوائك لي.
﴿ ولولا نعمة ربي ﴾: ولولا فضل الله عليَّ بتثبيتي على الإيمان.
﴿ لكنت من المحضرين ﴾: لكنت الآت معك في النار معذبًا.
﴿ أفما نحن بميتين ﴾: هل تزال على اعتقادك بأننا لن نموت؟!.
﴿ إلا موتتنا الأولى ﴾: إلا موتة واحدة لا نبعث بعدها؟!.
﴿ إن هذا ﴾: النعيم الذي ناله أهل الجنة.
﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾: يجب أن يعمل العاملون ويجتهد المجتهدون؛ لينالوا مثل هذا الجزاء الكريم.
﴿ أذلك ﴾: أنعيم الجنة.
﴿ خير ﴾: أحسن.
﴿ نزلا ﴾: ضيافة.
﴿ أم شجرة الزقوم ﴾: الشجرة التي في جهنم، وهي من أخبث الشجر، (وفي الاستفهام توبيخ للكفار وإهانة).
﴿ فتنة للظالمين ﴾: ابتلاءً وتعذيبًا لأهل الضلالة في الآخرة.
﴿ تخرج في أصل الجحيم ﴾: تنبت في قعر جهنم.
﴿ طلعها ﴾: ثمرها.
﴿ كأنه رؤوس الشياطين ﴾: تمثيل لبشاعة ثمرها وقبحه.
﴿ لشوبًا من حميم ﴾: خلطًا من ماء حار جدًّا.
﴿ أَلْفَوْا ﴾: وجدوا.
﴿ فهم على آثارهم يهرعون ﴾: فهم يزعجون ويحثون على الإسراع الشديد في اتباع آبائهم من غير برهان.
﴿ قبلهم ﴾: قبل قومك يا محمد.
﴿ أكثر الأولين ﴾: أكثر الأمم الماضية.
﴿ منذرين ﴾: رسلاً كثيرين يخوفونهم من عذاب الله.
﴿ عاقبة المنذرين ﴾: مصير هؤلاء المكذبين.
مضمون الآيات الكريمة من (52) إلى (76) من سورة «الصافات»:
1- هذه الآيات تبيِّن أن هؤلاء الضالين قد سبقهم أمثالهم في الأمم الماضية، وقد جاءتهم النذر، فكان أكثرهم من الضالين المعاندين فحق عليهم العذاب والهلاك.
2- ثم تذكر قصة نوح - عليه السلام - فتبيِّن إجابة الله - سبحانه وتعالى - دعاءه ونجاته هو ومن آمن به من الطوفان المدمر، وجَعْلَه ذريته عُمَّارًا لهذه الأرض، ومن أبنائه الثلاثة: (سام وحام ويافث) جميع البشر إلى يوم القيامة، وأبقى ذكره طيبًا حسنًا على ألسنة الناس، وأهداه السلام منه - سبحانه وتعالى - جزاء إحسانه وإيمانه، وهذه هي عاقبة المؤمنين وذلك جزاء الصالحين.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (52) إلى (76) من سورة «الصافات»:
1- يجب ألا نقلِّد الآخرين تقليدًا أعمى في كل شيء، وإنما نفكر ونتدبَّر في كل عمل قبل أن نقوم به؛ حتى يكون موافقًا لأمر الله - سبحانه وتعالى - ورسوله.
2- فيما ساقه القرآن الكريم من قصص السابقين ومواقف الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - عظات وعبر يجب أن ننتفع بها في حياتنا، وفيها تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لما كان يلاقيه من تكذيب وعناد وإيذاء، وهي إعجاز للقرآن الكريم الذي جاء على لسان نبيٍّ أميٍّ لا علم له بما حدث في القرون الماضية.