عنوان الفتوى : إطلاق لفظ الإمام على ذرية الحسن والحسين... رؤية شرعية
هل يجوز إطلاق لفظة الإمام، على أبناء الحسن والحسين، وعلي المهدي، حفيدهما -رضي الله عنهم-؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإمام هو المتَّبع المقتدَى به، ولا يخفى أن اعتبارات الاقتداء كثيرة ومتعددة، ولذلك فهذا اللقب يطلق عدة إطلاقات تختلف بحسب الباعث على الاقتداء والاتباع.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات: الإمام: المؤتم به، إنسانا كأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك، محقا كان أو مبطلا، وجمعه: أئمة. اهـ.
وقال الرازي في مفاتيح الغيب: الأنبياء -عليهم السلام- أئمة من حيث يجب على الخلق اتباعهم، قال الله تعالى: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا [الأنبياء: 73]. والخلفاء أيضا أئمة؛ لأنهم رتبوا في المحل الذي يجب على الناس اتباعهم، وقبول قولهم وأحكامهم. والقضاة والفقهاء أيضا أئمة لهذا المعنى، والذي يصلي بالناس يسمى أيضا إماما؛ لأن من دخل في صلاته لزمه الائتمام به، قال عليه الصلاة والسلام: «إنما جعل الإمام إماما ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تختلفوا على إمامكم» فثبت بهذا أن اسم الإمام لمن استحق الاقتداء به في الدين. اهـ.
وإذا تقرر هذا، فلا يصح إطلاق لفظ الإمام بالمعنى السياسي، أي باعتبار الخلافة والإمارة العظمى، على أحد من ذرية الحسن والحسين -رضي الله عنهما- إلا مهدي آخر الزمان. وراجع الفتويين: 52163، 6573.
وأما باعتبار القدوة في الخير والديانة، فمن ذريتهما الكثير من أئمة الخير والهدى والتقى. وانظر الفتويين: 118155، 188229.
والله أعلم.