عنوان الفتوى : هل يجوز للمرأة إرسال الصور لمن يهددها بالفضيحة والاستعانة بهكر لاختراق جهازه؟
قبل الزواج كنت أراسل شخصًا على الإنترنت، وكان هناك نوع من العلاقة، وأرسلت إليه صورًا لي ليست جيدة، ولكن بعدها اختلطت الأمور ولم نعد نتحدث، ثم نسيته، وتزوجت، وكنت نادمة على ما فعلت، وتبت، وبعد سنة من الزواج تواصل معي، وبعث لي الصور المسيئة لي، وهددني أنه سيبعثها لجميع أقاربي وزوجي إن لم أفعل ما يطلبه منه، وأنه سوف ينهي مسيرتي تقريبًا، لكني أعرف من يستطيع أن يقرصن جهازه، ويمسح هذه الصور نهائيًّا، وأنا متأكدة من أنه يستطيع، لكن المشكلة أنه سيأخذ أكثر من يومين، والمهدد يهددني بالفضيحة إن لم أبعث صورًا أخرى خلال يوم، فماذا يجب أن أفعل؟ علمًا أني إن أرسلت إليه الصور، سيمسحها صديقي المقرصن.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك إرسال شيء من الصور لهذا الشاب مرة أخرى، وذكّريه بالله عز وجل، وأليم عقابه إن أقدم على ما يهددك به.
وأكثري من دعاء الله عز وجل أن يكفّ عنك شرّه، ويمكنك الدعاء مثلًا بما رواه أبو داود في السنن عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا، قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم. وكذلك الأدعية التي تتضمن سؤال الله العافية؛ فالدعاء بالعافية لا يعدله دعاء، ومن هذه الأدعية: ما رواه أبو داود، وابن ماجه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي، وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا، والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».
وإن أمكن إزالة هذه الصور من جهازه؛ فلا حرج في ذلك؛ لأن هذا من تغيير المنكر.
وإن قدر أن لم يتم إزالة الصور، ونفّذ ما هدد به؛ فاستعملي التورية بأن تنفي مثلًا أن لك أي علاقة بهذا الشاب، أو أنك أعطيته هذه الصور، تعنين بذلك بعد التوبة؛ ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما قال عمر -رضي الله عنه-.
والله أعلم.