عنوان الفتوى : اتّهام الآخرين بعمل السحر
أنا في كربة وهَمٍّ لا يعلم به إلا الله وحده، فقد وضع لزوجي سحر جلب من امرأة ليتزوجها، وتفريق ليطلّقني، وزوجي لا يطيقني، ولا يطيق النظر إليّ، أو التكلّم معه، وهو أيضًا يعاني من ألم شديد في بطنه لا يحتمل، وذهب إلى جميع المستشفيات بالبلاد، وسافر لتلقي العلاج في أكثر من بلد، وكلهم قالوا: إنه سليم، ليس به شيء، وهو يتّهمني بأني سبب ألم بطنه؛ لأني لا أجيد الطبخ، وهذا غير صحيح، فأنا أطبخ أكلًا صحيًّا لذيذًا، فكيف يمكنني أن أرقي زوجي، ونفسي؛ لأن بي سحر وقف حال شمل جميع أمور حياتي؛ فهي متوقفة؟ وكيف أرقي أولادي؛ لعدم إصابتهم بأيّ ضرر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى الكريم أن يفرّج همّك، وينفّس كربك، ويصلح ما بينك وبين زوجك، ويقيكم شر الأشرار، وحسد الحاسدين.
ونوصيك بكثرة الدعاء، ولا سيما دعاء المكروب، ودعاء ذهاب الهمّ والغمّ، وتجدين هذه الأدعية في الفتوى: 70670.
وإن لم يتبين أن هنالك سببًا ظاهرًا لما يحصل لك، أو لما يحسّ به زوجك؛ فلا يبعد أن يكون هنالك نوع من السحر.
والرقية الشرعية أمرها يسير، فيمكن للمسلم أن يرقي نفسه بنفسه، ما أمكنه ذلك، وهذا هو الأفضل.
وإن احتاج إلى أن يرقيه آخر؛ فلا بأس، وراجعي في كيفية الرقية الشرعية الفتوى: 4310، والفتوى: 5252.
ويجب الحذر من إتيان السحرة والدجّالين؛ فذلك من أسباب سخط رب العالمين، ومخالفة سنة سيد المرسلين، وراجعي الفتوى: 45045.
ونوصي بتحصين النفس، وتحصين الأولاد بالقرآن، وخاصة آية الكرسي، والمعوذات، وكذلك بالأذكار، والأدعية الشرعية.
وننبه إلى أن اتّهام الآخرين بعمل السحر، أمر خطير؛ لما فيه من سوء الظن بالمسلم، وهو من الإثم المبين، وقد نهى الله عنه في قوله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}؛ فلا يجوز الإقدام عليه إلا عن بينة.
والأصل أن يحمل أمر المسلم السلامة؛ حتى يتبين أنه خلاف ذلك.
والله أعلم.