عنوان الفتوى : تمنت أن تحمل بذكر فتأخر حملها
لديّ ابن وبنت -ولله الحمد-، وكنت أتمنى أن يكون حملي الثاني ابنًا؛ لأجل أن يكون سنّه متقاربًا مع أخيه، فشاء الله أن تكون بنتًا، وتمنيت أن يكون لديّ ابن آخر سندًا لأخيه، فدعوت الله أن يرزقني ابنًا في الحمل الثالث، وإن لم يكتب لي الابن، فأنا مكتفية بابني وابنتي، وعندما أردت الحمل الثالث تأخّر؛ فأنا منذ أكثر من سنة أحاول الحمل، وفي كل مرة تحدث مشكلة -لي أو لزوجي-، ونحن الآن نتعالج، فهل تأخّر حملي عقاب من الله لأني كنت أتمنى أن يكون الحمل الثالث ابنًا أو أكتفي بالموجود؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في رغبتك في أن يكون حملك ذكرًا؛ فليس في ذلك بمجرده ما يقتضي التحريم، إلا أن يتضمن كراهية إنجاب الإناث -كما هو شأن أهل الجاهلية-، وقد حكى الله عنهم ذلك في محكم كتابه، حيث قال: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ {الزخرف:17}، وقال: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ {النحل:62}.
وتأخّر الحمل قد يكون مجرد ابتلاء من الله سبحانه، فقابلا هذا البلاء بالصبر، وكثرة الدعاء؛ فعاقبة الصبر خير، وقد ذكرنا طرفًا من فضائله في الفتوى: 18103.
والدعاء من أفضل السبل لتحصيل المرغوب، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
واستمرا في طلب الشفاء، وأحسنا الظن بربكما؛ فهو عند ظن عبده به، وهو مالك الذرية، يهبها لمن يشاء، ويحرمها من يشاء؛ بمقتضى علمه، وحكمته، قال عز وجل: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ {الشورى:49-50}.
والله أعلم.