عنوان الفتوى : أسباب سعة الرزق
أشعر دائما بقلة رزقي، أو بالأحرى أحس أنني قليلة الرزق في عملي، لكن الحمد الله أرى أن نعم الله تغمرني كتعويض.
لكن أحيانا أحس بكدر بسبب زميلاتي إذا كانت مبيعاتهن أعلى من مبيعاتي، حتى إنني أخاف أن أحسدهن، وأحيانا يصيبني هم وحزن. فما العمل؟ وبم تنصحونني؟
وهل توجد أعمال أو أدعية لكي يبارك لي الله ويرزقني؟
شكرا لكم مسبقا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأعظم ما يتحرى به رزق الله تعالى، ويستجلب به فضله؛ هو طاعته وتقواه سبحانه.
وأعظم ما ينقص الرزق، ويمحق بركته؛ هي المعاصي، والبعد عن الله -جل شأنه-، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.
فعليك بتقوى الله تعالى، ولزوم طاعته، وتأدية الفرائض على وجهها، والإكثار من النوافل.
وعليك بلزوم الدعاء، وسؤال الله تعالى أن يرزقك رزقا طيبا؛ فإن الخير كله بيديه سبحانه.
وههنا تنبيهات مهمة:
أحدها: أنه لا يلزمك التكسب أصلا، فنفقتك إنما تجب على من يمونك من زوج أو والد، فلا داعي لهذا القلق؛ فإنك لو تركت العمل رأسا، واشتغلت بما ينفعك من الأمور الأخرى لم تكوني ملومة.
ومنها: أنك حيث أبيت إلا التكسب، فعليك أن تتوكلي على الله تعالى، وتثقي بواسع فضله، وتعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن رزقك المقسوم لن يأخذه غيرك، فتكوني على ثقة تامة من هذا، ولا تكثري الفكرة فيه ولا الاهتمام له.
ومنها: أن عليك أن ترضي بما يقسمه الله تعالى، وتعلمي أنه كثير بحمد الله بالنسبة لما يرزقه غيرك. فانظري في الدنيا لمن هو دونك؛ لئلا تزدري نعمة الله عليك.
ومنها: أن عليك ألا تنظري إلى ما بيد غيرك، ولا تقارني نفسك بسواك ممن نال بعض فضل عليك في الرزق؛ فإنها أرزاق مقسومة لا يسوقها حرص حريص، ولا يردها كراهية كاره.
والله أعلم.