عنوان الفتوى : الانتقال بسبب شدة الشهوة من الصيام إلى الإطعام في كفارة الجماع
أنا شاب أعزب مغترب، وقد وقعت في الزنى في نهار رمضان، ولا زال ضميري يؤنبني على تعدّي حدود الله تعالى، وعلى ما اقترفت في حق نفسي.
بعد رمضان قضيت يومًا مكانه، وأعرف أن هناك كفارة الجماع في نهار رمضان، وهي: عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا، وبدأت بالصوم، ولم أستطع أن أكمل المدة، وتوقفت عند 12 يومًا، وحاولت مرة ثانية، وتوقفت عند 45 يومًا، وحاولت مرة ثالثة، وتوقفت عند 6 أيام، وكلها بسبب شده شهوتي.
أحاول أن أتجنب الزنى بذنب أقلّ منه بإفراغ الشهوة، وأنا أعمل لمدة 8 ساعات يوميًّا، فهل يجوز لي إطعام ستين مسكينًا، أم عليّ أن أعاود الصيام، وأحاول مرة تلو الأخرى، وأتغلّب على شهوتي؟ وإذا لم يكن بد من الصيام، ومع محاولاتي وفشلي في صيام شهرين متتابعين، وأتى رمضان المقبل، فهل يجوز تأجيل صيام الكفارة لما بعد رمضان المقبل؟ جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك الانتقال من الصيام في الكفارة إلى الإطعام إلا عند العجز عنه، وقد ذكرنا مسوغات هذا العجز في الفتوى: 196641.
وما ذكرته من العذر، ليس من تلك المسوغات، وأنت شاب قادر على الصيام؛ فاتقِ الله تعالى، وحقق التوبة من الزنى، وافعل ما أُمرتَ به من الكفارة، وابتعد عن كل ما قد يكون سببًا في العودة إلى تلك الفاحشة، وانظر الفتوى: 219472 في خطورة جريمة الزنى، ووجوب الإسراع بالتوبة منها.
ويجب عليك فورًا صيام الكفارة قبل دخول رمضان القادم؛ لأن صيامها واجب على الفور، وانظر الفتوى: 134847.
والله أعلم.