عنوان الفتوى : حكم الصوم بنية الادخار والحد من التبذير
أنا شاب مقبل على الزواج. أقوم بادخار راتبي بنسبة 80% لغرض شراء لوازم البيت، والعرس، وكل مستلزمات الزواج. والباقي وهو نسبة قليلة جدا أقوم بإنفاقها على نفسي شهريا. هي نسبة ضئيلة جدا مما دفعني للصيام من أجل الحد من التبذير في المال. هل صيامي جائز؟ وهل ما أفعله بخل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصيام عبادة لله تعالى يجب أن تقع بنية التقرب إليه، لا بنية الادخار والتوفير، فإذا كان الدافع الأساس لصيامك هو الادخار، فيخشى أنه لا ثواب لك فيه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ. متفق عليه.
قال النووي: مَعْنَاهُ مَنْ قَصَدَ بِهِجْرَتِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ قَصَدَ بِهَا دُنْيَا أَوِ امْرَأَةً؛ فَهِيَ حَظُّهُ، وَلَا نَصِيبَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ. اهــ
وهذا يصدق على كل عبادة فُعِلَت لغرض دنيوي من غير التفات إلى الثواب الأخروي؛ فإنه لا نصيب لفاعلها من الثواب، وإنما حظه منها ما حَصَّلَهُ في الدنيا، وانظر الفتوى: 300781، والفتوى: 312220.
وأما هل ما تفعله بنفسك بخل؟ فجوابه: أنه إذا لم يترتب على تقليل النفقة ضرر على نفسك، ولا تقصير في واجباتك؛ فإنه لا حرج فيه، ولا يعتبر بخلا، وإن حصل شيء من ذلك؛ فإنه بخل.
وانظر المزيد في الفتوى: 449692. حول التقتير على النفس هل يدخل في البخل؟ والفتوى المحال عليها فيها حول تعريف البخل.
والله أعلم.