عنوان الفتوى : ليس كل خسارة تجارية مردها للحسد أو السحر
المشكلة التي أعاني منها أنني منذ سنوات عديدة، وحياتي عجيبة، كل ما دخلت في تجارة أخسر، وللتوضيح عندما أبدأ في أيِّ عمل كل شيء يتيسر، ولكن في لحظة النهاية أخسر، وأصبح مدينا، ولم أعد أفهم أيَّ شيء، حتى أني لجأت لشيوخ، مع أنه ولا مرة في حياتي لجأت إليهم. كنت أفكر ربما حسد، ربما أحد عامل عملا لي؛ كي لا أوفق، حتى أني تعبت كثيرا، حتى في نومي لم أعد مرتاحا، كلها كوابيس وأحلام مزعجة، مع أني أصلي، وأقوم الليل، ولا أضيع وقتا، وأدعو الله في كل وقت، ولكن من سيء إلى أسوأ، ولم أعد أفهم شيئا، والله يشهد ما في يوم قصدني أحد ورددته خائبا، حتى لو ما عندي أعطيه، وكنت -والله عالم- عندما أعطي أقول يا رب أتقرب بها إليك. وكثير من هذه الأمور. ولكن حياتي يوما بعد يوم تسوء. فأرجو منكم النصيحة؛ لأنني -والله- تعبت. هل ممكن أن أكون مسحورا، أو شيئا من هذا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى، وأنه -سبحانه- حكيم يضع الأشياء في مواضعها، وأنه لا يظلم الناس شيئا، وأن الدنيا ليست هي نهاية المطاف، كل هذه المعاني تهون عليك ما تشكو منه من الخسارة.
ولكن عليك كذلك أن تدافع قدر الله بقدر الله، ما أمكنك ذلك، فتنظر إلى الأسباب المحسوسة التي تؤدي إلى وقوع تلك الخسائر، وتجتهد في تلافيها وتجنبها، ولا تكرر أخطاءك.
وتستعين في أمورك بأهل الخبرة والنصيحة من المسلمين، وتستخير الله قبل كل خطوة تخطوها، ولا مانع مع هذا من الرقية الشرعية، فهي دواء من كل داء، نزل أو لم ينزل، لكن الفرار إلى فرضية السحر، أو الحسد، مع ترك النظر الجاد في الأسباب الملموسة التي قد تكون أفضت إلى تلك النتائج أمر لا نرتضيه.
ومن أسباب التوفيق، بل من أهمها؛ لزوم الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى، فالزم دعاءه سبحانه بإخلاص، وصدق، وتوكل عليه صادقا؛ فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه.
نسأل الله أن ييسر لك كل عسير.
والله أعلم.