عنوان الفتوى : حائرة بين الاستمرار في الوظيفة لشعورها بالضيق وبين الاستمرار بها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لقد بدأت العمل في وظيفة جديدة من أسبوع تقريبا، وكنت مسرورة جدا؛ لأني سأبدأ العمل، ولكن ما إن بدأت العمل، حتى انقبض صدري، وشعرت بضيق شديد. وما أن ينتهي الدوام أعود إلى المنزل، وأبكي بشدة.
فقرأت عن صلاة الاستخارة، وصليتها في ليلة الجمعة، ودعوت الله أن ييسرها لي -إن كانت خيرا-، ويصرفها عني -إن كان فيها شر لي-.
وما إن استيقظت حتى بدأت بالبكاء، وأشعر بالضيق في صدري، فقررت أن أستشير إحدى صديقاتي، فأخبرتني أنه يجب أن لا أستسلم لمشاعري، وأن أكمل العمل.
واستشرت من لهم خبرة بالمجال، فأخبروني بأن ساعات العمل أشبه بساعات العبودية؛ لأن الراتب قليل، وساعات العمل أكثر من المسموح بها. وباستطاعتي أن أقدم استقالتي حيث إنني في بداية الأمر، ولكن أبي لا يريد ذلك، ويقول لي: يجب أن لا أفوت الفرصة.
ماذا يجب أن أفعل؟ وكيف لي أن أعرف ما اختاره لي ربي؟
فهل إن قدمت استقالتي، فهل هذا معناه أنها شر لي، وربنا صرفها عني؟ أم لا بد من حدوث شيء يكون خارج عن إرادتي؛ لأعرف بأنها خير أم شر لي؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن حقيقة الاستخارة تفويض العبد أمره إلى الله سبحانه؛ ليختار له الأفضل من الأمر المستخار فيه بالإقدام فيه، أم الإحجام عنه.

ولذلك فعلامة الاستخارة التوفيق لهذا الأمر من عدمه، وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 123457.

وضيق الصدر والبكاء قد لا يكون دليلا على أن لا خير لك في هذا العمل، وعدم التوفيق فيه، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 64690.

وهذا الضيق يمكن أن يكون عاديا لكونك مبتدئة في هذا العمل، أو بسبب طبيعة العمل.

وعلى كل، فاستشارة من لهم خبرة أمر طيب، وإذا اقتنعت برأيهم، وتركت العمل، فقد يكون الله -عز وجل- ساقهم ليكونوا سببا في صرفك عنها. ولا يلزم أن يحدث أمر خارج عن إرادتك لمعرفة علامة الاستخارة.

وطاعة الوالد واجبة، ولكنها مقيدة بكونها فيما فيه مصلحة للوالد، وليس فيه ضرر على الولد، كما بيناه في الفتوى: 76303.

فإن خشيت أن يترتب على هذا العمل، والضيق الناتج عنه ضرر عليك؛ فلا تجب عليك طاعة والدك.

والله أعلم.