عنوان الفتوى : عدم غفران ذنوب المتشاحنين ليس على إطلاقه
عندي أقارب (أهل والدتي) كنا والحمدلله متفاهمين ومتحابين وكان والدي يساعدهم بإعطائهم المال لأن منهم فقراء والبقية ميسرو الحال. وصارت لنا سالفة سوء تفاهم فقط بين والدتي وأختها وعندئذ ذهبنا إليهم وأردنا أن نحل المشكلة فلم يستجيبوا لنا فبدؤوا بضربنا أنا ووالدي وأخي وبعدها أدى ذلك إلى أن قطعنا صلتنا بهذه العائلة كلها لأن العائلة اتفقت على أننا اعتدينا عليهم وحاولنا أن نبين أن هذا مجرد كلام نساء لكن دون جدوى فقطعونا وقطعناهم جميعاً علماً بأنهم غلطوا علينا بالسب والشتم والضرب ونحن لم نفعل لهم شيئاً والله شاهد على ما أقول إلى هذا وصلت بنا الإهانة منهم بعد أن صرف والدي عليهم مبالغ كثيرة وما قصرعليهم في شيء فماذا نفعل الآن بعد أن قطعونا ونحن كل عيد لا نجتمع مع أحد كلنا جالسون في بيتنا لا أحد يأتينا ويعلم الله أننا محتسبو الأجر عند الله عز وجل ونحن والحمدلله لم نغلط عليهم ولم نتكلم فيهم هل صحيح أن عملنا لا يقبل إلا إذا رجعنا إليهم علما بأن والدي ووالدتي تبرءا منهم ماذا نفعل الآن .... أفيدونا جزاكم الله خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم مقاصد الشرع وقوع الألفة والمودة والمحبة بين المؤمنين، ولاسيما من كانت بينهم رحم، فإن الواجب عليهم وصلها، ويحرم عليه قطعها، وقد وردت بشأن الرحم نصوص عظيمة في الكتاب والسنة، ومن ذلك قول الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (محمد:22-23)، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال للرحم: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذاك. رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد أحسنتم في سعيكم إلى توضيح الأمر لهم، ونرى أن تستمروا في المحاولة، فإن الصلح خير، واستعينوا في سبيل تحقيقه بأهل العلم والرأي عندكم، وبكل من ترجون أن يكون لقوله تأثير عليهم، فلعل الله تعالى يجعل عاقبة هذه المساعي خيراً، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية: 2352/4417/16726.
وأما عدم غفران الذنوب للإخوة المتشاحنين والذي ورد به الحديث، فلا يشملكم ما دمتم قد بادرتم بطلب الصلح وكان الرفض من قبلهم هم.
والله أعلم.