عنوان الفتوى : صل أرحامك وإن آذوك
لي جد متزوج من غير جدتي المتوفاه، وله من زوجته الجديدة أولاد يفضلهم على أبنائه من زوجته القديمة، ويحرص على زيارة أبنائه من الجديدة وتفقد أحوالهم، مع العلم أننا نساعده ونزوره بشكل دوري ولكنهم ـ جدي وأبناءه الجدد والزوجة ـ لا يرغبون بهذه الصلة ويتضايقون منها، وغالباً ما يلمحون بذلك للناس أنّ هذه الزيارة تكلفهم الطعام والشراب، وجدي لا يعمل. مع العلم أننا نزورهم في الأسبوع مرة ولا نأكل مع العلم أن الأبناء من القديمة يتناوبون على إحضار طعامهم معهم في غالب الأحيان، أما الأبناء من الجديدة فهم في زيارة يومية لبيته ويأكلون ويشربون وهم متزوجون ولا يأتون بشيء ومع ذلك لا يقولان جدي وزوجته عنهم أيّ شيء، ولقد قطعناهم بسبب كلامهم عنا، ولكننا سرعان ما نعود لهم خوفاً من قطيعة الرحم، ولكن الحال لم يتغير بل زاد سوءاً، حيث طرد جدي أمي من بيته حين قالت له أنها تسلم عليه في الشارع ولن تدخل معه للبيت، لأنها ترى من إخوتها وأمهم سوء الاستقبال والمعاملة، وأحياناً لا يخرجون لمقابلتها والسلام عليها، فقال جدي: لا أريد أحداً منكم يزورني ما لم يدخل بيتي، مع العلم أنه لا يجلس كثيراً مع أبنائه لكبر سنه، وأنا أخاف من عذاب الله بسبب قطيعة الرحم لأننا لأكثر من سنة لم نزرهم ولم يسألوا عنا، فما الحكم في ذلك؟. وجزالكم الله عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
اجتهدوا قدر استطاعتكم على صلة أرحامكم، وإن وجدتم منهم جفاءً وغلظةً فاحتسبوا الأجر عند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال عليه السلام: "لئن كنت كما قلت فكأنما تّسُفهم المَلَّ ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك". ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار، والله أعلم.