عنوان الفتوى : ضوابط الاجتماع مع الأقارب والأكل معهم على مائدة واحدة
هل يجوز أن أزور بعض أقاربي، وأجلس عندهم أكثر من يوم، إذا كان في منزلهم بعض النساء أو الفتيات اللاتي لا يلبسن حجابهن، أو لا يلبسنه كاملا، مع غضي للبصر، مع العلم أننا عندما نأكل فإنهن يأكلن معنا، لكن أيضا يُمكنني غض البصر في هذه الحالة؟
وما الحكم لو قلت لقريب لي أن يأتي إلى منزلنا، مع العلم أنه سيصافح أمي، أو من الممكن أن يفعل هذا إذا أتى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في زيارة أقاربك هؤلاء، والبقاء عندهم يوما كاملا، ولكن يجب عليك الانضباط بالضوابط الشرعية حال وجودك عندهم، فلا يكون منك اختلاط محرم مع بناتهم، أو الخلوة بأي منهن ونحو ذلك مما لا يرضاه الله -تعالى- ويدعو للفتنة.
والأكل على مائدة واحدة، جائز إذا روعيت الضوابط الشرعية، كما بينا في الفتوى: 63091.
فإن كن لا يراعين لبس الحجاب، أو التمايز، فلا يجوز الجلوس معهن على المائدة.
وإن كان ذهابك إليهم لا ينفك عن الوقوع في محظور شرعي، فلا يجوز لك الذهاب إليهم، ويمكنك صلتهم بوسائل الصلة الأخرى.
وإن غلب على ظنك أن دعوتك قريبك لزيارة بيتكم يترتب عليها وقوعه في معصية كمصافحته أمك، ولا تستطيع الحيلولة دون قيامه بذلك، فلا يجوز لك دعوته لزيارتكم -فيما يظهر-؛ لأن في هذا تسبباً في الوقوع في المعصية، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وينبغي أن تكون مفتاحا لأبواب الخير بتعليم أقاربك هؤلاء أمر دينهم، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وبعملك بما تدعوهم إليه، عسى الله -عز وجل- أن يسوق إليهم الخير على يديك، فتؤجر على ذلك، ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي -رضي الله عنه- حين بعثه إلى خيبر: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم.
والله أعلم.