عنوان الفتوى : كيف يخطب فتاة تمر بحالة حزن على وفاة والدتها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله خيرا على جهدكم العظيم في هذا الموقع.
أنا شاب في 33 من عمري، لقد منَّ الله -سبحانه وتعالى- عليَّ بحسن الخلق، والالتزام بالدين، وسعة رزقه، ولا يخفى عليكم بالطبع هذه الأيام كثرة التبرج والانفتاح، وخصوصا الحاصل في المنظمات الدولية، حيث إني أعمل في منظمة حقوقية، وهناك بعض الزميلات الملتزمات لي في العمل.
أعجبتني إحداهن. أعجبني فيها أخلاقها، وتدينها، وحياؤها، وحرصها على عدم الاختلاط مع الشباب، وتمنيت أن تكون زوجتي في المستقبل.
وأنا بفضل الله ليست لي علاقة بأي فتاة إلا في مجال العمل فقط، حتى هذه الفتاة التي أعجبتني لم أكلمها أبدا، إلا عند وفاة والدتها لتقديم واجب العزاء.
وأنا أفكر بجد في التقدم لخطبتها، حيث أرسلتُ زميلة لي في العمل لتخبرها بالأمر، وبعدها بخمسة أيام توفيت والدتها، ولم ترد على الموضوع.
كيف أعرض عليها الموضوع؟ هل أكلمها مباشرة، وأعرض عليها الأمر، وأطلب منها رقم هاتف أخيها؟
وحيث إنها تمر في حالة حزن، ولها على هذا الحال أكثر من شهر ونصف، حيث إنها متعلقة بأمها كثيرا، أو أتريث، وأنتظر بعض الوقت حتى تخرج من حالة الحزن التي تمر بها؟ حيث أخاف من ردة فعلها بسبب حالة الحزن التي تمر بها.
فبمَ تنصحونني؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا أولا نشكرك على حرصك على السير في طريق الاستقامة على طاعة الله عز وجل، وحرصك أيضا على الزواج من امرأة صالحة تعينك في أمر دينك ودنياك، نسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظ لك دينك، وأن ييسر لك الزواج من هذه المرأة، أو غيرها من الصالحات.

ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤال الله التوفيق، فهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وإذا كانت المرأة المذكورة في حالة حزن، فلا شك في أنه ينبغي اختيار الوقت المناسب لعرض أمر الزواج عليها، وتحديد هذا الوقت المناسب يختلف من حال إلى حال، ويمكنك أن تترك الأمر لامرأة موثوقة وعاقلة تتحين ذلك الوقت.

وإذا طال الأمد، وخشيت أن يتأخر الزواج منها، فدَعْها، وابحث عن غيرها، فالأعمار معدودة، والآجال محدودة، والزواج من أمور الخير التي ينبغي للمسلم المبادرة إليه لتحقيق مصالحه، وقد قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}.

ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 194929.

والله أعلم.