عنوان الفتوى : هل يأخذ الأجر كاملا من لم يدن من الإمام يوم الجمعة لعذر؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

في الحديث الشريف العظيم: (فهذا الحديث أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، من حديث أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، ولم يلغ. كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها. قال الشيخ الألباني: صحيح، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند الإمام أحمد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن صحابيه لم يخرج له إلا أصحاب السنن.
احد الأفراد يخرج الى صلاة الجمعة مبكرا قبل الأذان بثلث ساعة أو أكثر، ولكنه لا يدخل المسجد ولا يجلس ولا يصلي فيه، بل يظل خارج المسجد ويفرش السجادة ويصلي عليها خارج المسجد. وهناك ناس معه يصلون بجانبه، فهو لا يصلي وحده، مع العلم أن المسجد توجد فيه أماكن خالية كثيرة، وهو يذهب مبكرا وقد يجد أماكن فارغة في الصفوف الأولى، لكنه يصلي خارج المسجد خوفا من كورونا والازدحام داخل المسجد، وكتمة الهواء والنفس التي تكون داخل المسجد، والاختلاط بالناس. بعكس خارج المسجد حيث الهواء الطلق المنفتح، والتنفس في منطقة مفتوحة وقلة الازدحام والاختلاط بصورة كبيرة.
السؤال 1: هل هذا الشخص مع فعله للشروط المطلوبة في الحديث للحصول على الثواب العظيم، العظيم، العظيم، فيه بكل خطوة حسنات سنة قيامها وصيامها، مع فعله للمشي إلى المسجد والاغتسال، واستماع الخطبة والبكور، لكنه لم يقترب من الإمام خوفا من الكورونا. هل يأخذ ثواب الحديث العظيم السابق أم لا؟
2- نفس السؤال بالنسبة إلى كبار السن الذين يصلون في آخر المسجد، ويجلسون على كراسي، أو مقاعد في آخر المسجد؛ لأنهم لا يستطيعون القعود على الأرض مدة طويلة، أو لا يستطيعون الركوع والسجود، فيجلس أحدهم على كرسي، أو مقعد، لكن في آخر المسجد.
فهل يحصل على ثواب الحديث العظيم السابق، إذا قام بكل الشروط من الاغتسال والاستماع والمشي والبكور، لكنه لا يقترب من الإمام بسبب عدم الرغبة، أو عدم القدرة على وضع الكراسي في الصفوف المتقدمة. هل يأخذ الثواب؟
وجزاكم الله -عز وجل- خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نطلع على كلام لأهل العلم بخصوص هذه المسألة الدقيقة، ولكن يمكن أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشترط لتحصيل هذا الأجر مجموعة من الشروط، ومنها: الدنو من الإمام، فمن فرط في هذا ولم يدنُ من الإمام من غير عذر، فلن يحصل له هذا الأجر العظيم - وإن حصل له من الأجر بقدر ما أتى به من أعمال البر، فالله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.

قال ابن دقيق العيد: وَالْمُرَتَّبُ عَلَى مَجْمُوعِ أَمْرَيْنِ: لَا يَلْزَمُ تَرَتُّبُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا إلَّا بِدَلِيلٍ خَارِجٍ. انتهى.

وقال الشوكاني في نيل الأوطار، وهو يعدد فوائد الحديث: ... وأن الجمع بين هذه الأمور سبب لاستحقاق ذلك الثواب الجزيل. انتهى.

لكن من كانت عادته فعل هذه الأمور، ثم حيل بينه وبينها لعذر مرض أو غيره، فإن الأجر يكتب له -بإذن الله تعالى- كما في صحيح البخاري من حديث أبي موسى -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ ‌مُقِيمًا ‌صَحِيحًا.

وعليه؛ فمن كان قادرا على الدنو من الإمام فليفعل، ولا يقصر في ذلك، ليتم أجره، ويحصل هذه الفضائل العظيمة.

وأما من عجز عن ذلك، وعلم الله منه أنه لو قدر لفعل، وإنما حال بينه وبين ذلك العذر، فإنه تعالى برحمته يكتب له أجره بنيته، وفضل الله تعالى واسع.

والله أعلم.