عنوان الفتوى : من تزوّجت بعد علمها بوفاة زوجها ثم ظهر وأراد الرجوع لها
أختي تزوجت رجلًا منذ ست سنوات، وقبل أن يدخل بها اعتقل، ووصل خبر موته لزوجته عن طريق أمّه وأهله، ثم انتظرت أختي سنتين، ولم يعرف عنه شيء سوى موته، وبعدها تزوجت رجلًا آخر، ودخل بها، وأنجبت منه ولدين، وبعد ست سنوات من فقدان زوجها الأول، ظهر حيًّا، ويريد الآن أن يرجعها غصبًا عنها، فما حكم زواجها الثاني؟ وهل تعود للأول على الرغم من أنها لا تريده، ولم يدخل بها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه المسألة تتعلق بزوجة المفقود، وسبق ذكر أقوال العلماء فيها في الفتوى: 12338، والفتوى: 212539، وفي هذه الفتوى الثانية بيان حكم زواجها الثاني بعد ظهور زوجها الأول.
وعلى تقدير اختيار زوجها الأول لها، وكرهت الرجوع إليه، والبقاء في عصمته، وخشيت أن تفرّط في حقه؛ فلها الحق في أن تخالعه، كما فعلت امرأة ثابت بن قيس -رضي الله عنه وعنها-، وسبق بيانها في الفتوى: 20199.
وننبه إلى أن الأولى الرجوع إلى المحاكم الشرعية في مسائل المنازعات بين الزوجين، والمتضمنة لشيء من الخلاف بين الفقهاء في الأحكام الشرعية؛ لأن القاضي الشرعي يمكنه أن يستمع من الطرفين، ويطلب البينات؛ ولأن حكم القاضي يرفع الخلاف في مسائل الاجتهاد، هذا بالإضافة لكون حكمه ملزمًا.
والله أعلم.