عنوان الفتوى : خطورة التهاون وعدم المبالاة في الكلام وحصائد اللسان

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

هناك أب يقول لابنه الكبير، وهو بالغ: ألن تصلي؟ أنت لا صلاة عليك؟
فالابن يقول له: سأصلي الأحد. يقصد يوم الأحد.
هل هذه الكلمة: سأصلي يوم الأحد، فيها تشبه بالنصارى؛ لأنهم يصلون الأحد؟ وهل الكلمة حرام أم لا؟
فأخته تقول له: ركز في كلامك؛ لأن المسلم يحاسب على كلامه. فهو قال لها: أمزح معه، وقال لها: أهم شيء النية وليس الكلام. وقال لها: الأب طريقته في الكلام صعبة.
ماذا تفعل معه، فقد تكلمت معه كثيرا أن ينتبه لكلامه، وهو قال لها: أهم شيء النية وليس الكلام.
فهذه مشكلة كبيرة بين الأخ وأخته، أحيانا كثيرة يقول كلاما، ويقول: ربنا يحاسب الناس على النية وليس الكلام. يقول كلاما غريبا كثيرا. هو مقتنع أن المسلم لو قال وشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، لو قال بعد ذلك أي شيء لا يحاسب.
هي قالت له: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
ونصحته كثيرا.
هل ما قاله حرام؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعبارة: (سأصلي يوم الأحد) إن أريد بها التشبه بالنصارى في صلاتهم يوم الأحد، فهي كلمة محرمة وبيلة! وبحسب قائلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. وقوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تشبه بغيرنا. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
والمزاح والتهاون في مثل هذا الكلام ليس من خصال المتقين! وينبغي للمسلم أن يتحفظ في منطقه، ويحرص على اختيار كلماته، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل معاذاً على أبواب الخير من الصوم والصدقة وقيام الليل، وعلى رأس الأمر وهو الإسلام، وعموده وهو الصلاة، وذروة سنامه وهو الجهاد، ثم يقول له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فيقول: بلى يا نبي الله. فيأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ويقول: "كف عليك هذا" فيقول معاذ: يا نبي الله؛ وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وصححه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم. رواه البخاري ومسلم.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "لا يلقي لها بالا" أي لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها، ولا يظن أنها تؤثر شيئا، وهو من نحو قوله تعالى: {وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}. اهـ.
وقال القاضي عياض في إكمال المعلم: ويحتمل أن يكون في التعريض بمسلم بكبيرة، أو بمجون، أو استخفاف بحق النبوة والشريعة وإن لم يعتقد ذلك. اهـ.
فظهر بذلك أن العبد كما يؤاخذ على نيته، يؤاخذ أيضا على منطقه وكلامه، حتى ولو لم يعتقد. وراجعي للفائدة، الفتويين: 65531، 96419.

والله أعلم.