عنوان الفتوى : أهمية التحري والسؤال عند الخطبة
جزاكم الله خيرا، وأعانكم الله على فعل الخير، ووفقكم الله لما يحب ويرضى.
لو سمحتم: لدي بعض الأسئلة أريد أن أحصل لها على جواب، والمعذرة إن أطلت عليكم.
أنا رجل أعزب، وبفضل الله تعرفت على فتاة ملتزمة بدين الله ورسوله، عن طريق أخواتي.
وقد حصل بيننا التواصل كالمحادثة عن طريق الواتساب، وعن طريق الاتصال. وعرفت أنها ملتزمة بحق الله ورسوله، فتقدمت إلى خطبتها والحمد لله، بفضل الله، وفقنا الله، وتمت الخطوبة بسلام.
السؤال: هل يجوز لنا الاستمرار في هذا التواصل؟ أعلم أنها تعتبر كالأجنبية علي، وأنا أجنبي عنها إلى أن يتم عقد النكاح، لكن أهلها من عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم أنه لا يمكن كتابة عقد النكاح إلا قبل إشهار الزواج بأسبوع أو أسبوعين، وأنا لا أستطيع الزواج في الوقت الحالي لتكاليف إشهار الزواج. فأسأل الله أن يسهل ذلك، يا رب. ويرجى العلم أن تواصلنا لا يوجد فيه كلام ككلام المتزوجين، إنما كل واحد يساعد الثاني في حل مشاكله اليومية، ونسيان الهموم بيننا، ومساعدة بعضنا في حل الأمور أو الالتزامات أو الواجبات الدراسية.
فهل يجوز ذلك أو هو محرم تحريما تاما؟
لقد رأيت فيها من خلال تواصلنا أنها عصبية جدا حتى من أبسط الأشياء، لا تستطيع إمساك نفسها وقت غضبها. فماذا علي أن أفعل، رغم أنني أحاول أن أنسيها عصبيتها، وأوضح لها أن هذا كله لا يستحق كل هذه العصبية، حتى إذا وقع سوء فهم مع أمها أو أبيها تبدأ بالغلط عليهم وأنهم عائلة حقيرة، وأنهم أناس تافهون الخ... ورغم أنني أقف ضدها وأعلمها الصبر والطاعة لهما، وعدم الغلط عليهما. وبعد ذلك تندم على ذلك وتبكي.
وإذا حصلت مشكلة أخرى ترجع إلى الغلط نفسه، حتى تعبت من كلامها على أبيها وأمها وعلى عصبيتها الزائدة.
ويرجى العلم أنها أخبرتني أن لها أخوات وإخوة غيرها، وكل واحد له غرفة في البيت مخصصة له أو لها، فظننت أن كل هذه العصبية بسبب جلوسها أكثر الوقت وحدها، ونومها وحدها.
فلا أعلم هل إذا حدث سوء تفاهم بيننا ستغلط وتقذف بالكلام علي كوالديها.
أعلم أنه توجد مقالة تقول: الذي لا ينفع أمه، لا ينفع خالته.
هل هي زوجة صالحة؟ وماذا علي أن أفعل؟
واعذروني إن أطلت عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن ييسر الله الزواج، ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤاله -سبحانه- التيسير، فهو على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير.
والأمر على ما ذكرت من كون هذه الفتاة أجنبية عنك حتى يعقد لك عليها العقد الشرعي، فتجب مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل بينكما، فلا يجوز لك التواصل معها إلا لحاجة وفي حدود أدب الشرع. وأما التوسع في ذلك على الوجه الذي ذكرته فإنه محرم، وانظر الفتويين: 21582، 331168. وهذا فيما يتعلق بالسؤال الأول.
وأما السؤال الثاني فجوابه أن عصبية هذه الفتاة على والديها وعيبها لهما في حال وعيها، يعني وقوعها في العقوق، وهذا يعني أن هنالك مطعنا في دينها وخلقها.
وإذا كانت هذه حالها في التعامل مع والديها، فربما لا يرجى منها أن تكون على خير في تعاملها معك.
وبناء عليه، فلا ننصحك بالزواج منها إن لم تقلع عن ذلك.
وما ذكرت من انفرادها في غرفة واحدة، ليس عذرا يجعلها على هذه الحالة من سوء الخلق مع والديها.
وننبه إلى أهمية التحري في الاختيار عند الخطبة، وسؤال من يعرفون الفتاة وتعاملوا معها، فهم أجدر بالاطلاع على ما عليه من دين وخلق. وأما مجرد الكلام معها فوسيلة غير مجدية؛ لكونها مظنة التكلف والتظاهر بحسن الحال، وتكون الحقيقة خلاف ذلك.
والله أعلم.