عنوان الفتوى : خطأ التزهيد من نكاح المرأة التي تعمل
ما حكم من يكون له منبر في مواقع التواصل، ويقوم بتزهيد الناس في الزواج من النساء المسلمات العاملات بحجة أنه يجب أن لا تعمل المرأة، حتى لو كان عملها في أوساط نسائية، ووفق الضوابط الشرعية. ونحن تتأذى أنفسنا من مثل هذا الكلام.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمثل هذا التصرف من القائمين على أمر هذا المنبر لا يجوز؛ لأنه قد تترتب عليه كثير من المفاسد، وانتشار العنوسة بين نساء المسلمين. ومجرد كون المرأة عاملة ليس مانعا شرعا من الزواج منها، فمن أهم الصفات التي جعلها الشرع معيارا لاختيار الزوجة كونها دَيِّنة خَيِّرة، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 8757.
والقول بأنه يجب على المرأة ألا تعمل قول مجانب للصواب، بل الصواب أن نقول: إن الأصل قرار المرأة في بيتها؛ لقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب:33}، ولكن ذلك لا يمنع المرأة من الخروج للعمل، وخاصة عند حاجتها لذلك بشرط مراعاتها الضوابط الشرعية، وسبق أن بينا ذلك في كثير من فتاوانا نحيلك منها على الفتوى: 28006.
والله أعلم.