أرشيف المقالات

ربات الخدور

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
ربات الخدور
 
المرأة في الإسلام لها مكانة عظيمة، وفي القرآن الكريم سورة باسمهن، وهي (سورة النساء)، وفيه أيضًا قصة مريم عليها السلام، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون).
 
والعناية بالمرأة يجب أن تكون محل اهتمام جميع أفراد المجتمع منذ مراحلها الأولى من العمر، جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فقام وقبل جبينها، ثم أقعدها بجواره.
 
هكذا يكون العطف والحنان على البنات؛ بالابتسامة والاستقبال المفعم بالحب والتقدير، لكن كثيرًا من الآباء يهمل هذا الجانب، وأقول من الآن وأنت تقرأ هذه الكلمات: غيِّر طريقتك مع أفراد أسـرتك.
 
توجيهات في معاملة البنات:
1- إظهار الحب والتقدير للفتاة والسؤال عن أمورها وحاجاتها.
 
2- طبيعة المرأة يغلب عليها الحياء، ومن واجب الأب تعليم البنات والأولاد مسائل الطهارة والصلاة ...
إلخ، وإن كان لا يحسن ذلك يوفر لهم بعض الكتيبات أو البرامج الإلكترونية التي تتحدث عن هذه المواضيع؛ لأن الأولاد أمانة يجب الاعتناء بها.
 
3- تعليم الفتاة عند الإقبال على الزواج الأمور المهمة في الحياة الزوجية، ومنها:
أ- احترام وتقدير الزوج.
ب- أول ليلة من الزواج.
ج- ما بعد ليلة الزواج.
د- استقبال الزوج عند قدومه للبيت.
هـ- تنظيم أوقات الزيارات.
و- التعاون على البر والتقوى: (قراءة القرآن - أو صيام تطوع - أو قيام الليل - أو صدقة تطوع - عمل طعام وإهداؤه للجيران).
 
4- بعض الآباء يمنع ابنته الزواج؛ إما طمعًا في مالها إن كانت موظفة، أو الحجة بأنها صغيرة، أو تكمل دراستها، أو أنها لا تتزوج قبل أختها الكبيرة، ويتم الرفض، وعلى الأب أن يحكم عقله ويزن الأمور بأمور الشـرع لا بالأهواء الشخصية.
 
5- وضع هدايا تشجيعية لحفظ القرآن الكريم للبنات والبنين.
 
6- تربية البنات من طفولتهنَّ على الستر، وعلى الحياء من محارمهنَّ بارتداء اللباس المحتشم أمامهم، ويتعاون جميع أفراد الأسـرة على ذلك.
 
7- الاهتمام بتأدية الصلاة، وخصوصًا الفجر والعصـر.
وأهمس في أذن الفتاة أقول: إذا ذهب الحياء حلَّ البلاء، قبل لِبَاسِك اللباس العاري، أو الشفَّاف، تذكَّري قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضـربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائل لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»[1].
 
عندما تلبسين القصير أو الضيق، هناك من يعجبهنَّ لباسك، فيلبسن مثلك تقليدًا لكِ، وتتحملين أوزارهُنَّ، لا تقولي: "أنا لم أقل لهنَّ يفعلنَ مثلي، لا شأن لي بهنَّ، كل إنسان مسؤول عن تصـرفاته، أين أنتِ؟ من قول الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].
 
معنى قوله تعالى: (يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)؛ أي: يُضلون الناس جاهلين غير عالمين بما يدعونهم إليه، ولا عارفين بما يلزمهم من الآثام.
 
قال صلى الله عليه وسلم: «ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الاثم مثل آثام من تبِعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»[2].
فتخيَّلي كم امرأة ستقلدك في كل مكان تذهبين إليه؟!
وبعض النساء تقول: كثير من النساء يلبسنَ العاري والشفاف والبنطلون ولست الوحيدة في ذلك.
 
• ليست العبرة بكثرة الهالكين، إنما العبرة بقلة الناجين.
قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116].
 
• والقابض على دينه في زمن الفتن لهُ أجرٌ عظيمٌ.
 
• اكتساب الحياء:
• على حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه، وذلك بالتعرف على الله بأسمائه الحسنى وصفاته وعظمته في آياته وأفعاله.
 
• مراقبة الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "إن العبد متى علم أن الرب تعالى ناظرٌ إليه، أورثه هذا العلم حياءً منه سبحانه، فجذبه إلى احتمال أعباء الطاعة"؛ ا.
هـ.
 
• ومن أعباء الطاعة البحث عن ملابس محتشمة مناسبة، ويبذل الجهد والمال، والصبر على كلام بعض النساء التي يسخر منهنَّ، ودعاة التنصير وتحرير المرأة، وكل هذا تؤجرين عليها وترفع درجاتك عند الله عز وجل.
 
• حياء المرأة من نفسها: فهو حياء النفوس الشـريفة العزيزة البعيدة عن الرذائل.
 
• تذكري الموت وما بعده، وبماذا تقابلين ربك الذي أنعم عليكِ بالنعم الكثيرة.
 
• لبسُ هذه الملابس العارية أو الشفافة ليست من لباس المسلمات المؤمنات.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَن تشبَّه بقوم فهو منهم»[3].
 
• أن تعلم المرأة أن ذلك سبب للإصابة بالعين والحسد.
• التعرض للتهمة وسوء الظن باللباس غير الشـرعي.
• الوقوع فيما حرَّم الله عز وجل، وذلك بإظهار المحاسن أمام النساء مما يغري بعضهن ببعض.
 
* كيف تحتسبين الأجر عند استخدام الهاتف (الثابت- الجوال)؟
1- ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقه، ويُنسَأ له في أثره، فليصل رحمه»[4].
 
2- ثواب إدخال السـرور على من تحادثين، عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال.
 
3- ثواب الكلمة الطيبة، في مكالمات التهنئة أو التعزية وغيرها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة»[5].
 
4- احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند استخدامك للهاتف بما يفيد عمومًا.
 
5- احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف (الجوال)، لعمل أكثر من عبادة في وقت قصير؛ كسماع قراءة قرآن أو كلمة وعظية، أو إرسال بعض الفوائد والعبارات الجميلة.
 
أما الهاتف (الثابت)، فمثال: مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية: بر الوالدين، صلة الرحم، إدخال السـرور على مسلمة، قضاء حاجتها إن كان لها حاجة، الكلمة الطيبة، أجر السلام في بداية ونهاية الاتصال، والدعاء بالتوفيق والثبات على الدين حتى الممات...
إلخ.
 
6- أجر قضاء حوائج المسلمين عندما تتصل بك من تطلب منك بعض الحاجات أو المساعدة في حل مشكلة تعاني، وقد يستدعي الأمر أن تقومي بالاتصال هاتفيًا عليها عدة مرات من أجل قضاء حاجتها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته»[6].
 
7- احتسبي الأجر عند استخدامك للهاتف أن يساعدك على القرار في البيت، فذلك أمر يحبه الله؛ لأنه أمرنا به؛ قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، فبإمكانك استخدام الهاتف للتقليل من حاجتك إلى الخروج؛ كالسؤال عن بعض الأقارب، أو التأكد من وجود ما تريدينه في المكان الذي ستقصدينه قبل الذهاب إليه؛ لئلا تضطري للخروج من منزلك عدة مرات.
 
8- ثواب للدعوة إلى الهدى والدلالة على الخير عندما تقومين ببعض المكالمات، أو إرسال الرسائل عن طريق الجوال، تعلنين من خلالها عن إقامة محاضرة أو تدليل على كتاب نافع، أو أي عمل صالح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تبِعه، لا ينقص من ذلك من أجورهم شيئًا»[7]، هكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.
 
وبالمقابل هناك نساء ضعيفات الإيمان ما إن يسمعنَ عن خلاف بسيط بين اثنتين حتى يشعلنَ نار العداوة عن طريق الهاتف، فهذه تفسد زوجة على زوجها، وتلك تحرض الأخرى على أم زوجها، أو على زوجة ابنها...
إلخ، فليتقينَ الله هؤلاء النسوة ويخفنَ عذاب الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نَمَّام»[8].



[1] رواه مسلم.


[2] رواه مسلم.


[3] رواه أحمد، وأبو داود.


[4] متفق عليه.


[5] رواه البخاري.


[6] متفق عليه.


[7] رواه مسلم.


[8] متفق عليه.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢