عنوان الفتوى : قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"، ونفي المكان عن الله تعالى
السؤال
هل يجوز قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"؟ وما معنى الكون؟ وهل هو مخلوق، أم إنه لفظ عام، كلفظ الوجود؟ وما الفرق بينه وبين المكان؟
أعلم أن الله تعالى مباين لخلقه، وأنه -سبحانه- فوق عرشه، لكن أشكل عليّ استعمال هذه الكلمة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن يطلق مثل هذه العبارة، يعني بالفعل معنى الوجود، كأنه قال: (لا يبقى في الوجود إلا الله)؛ وإطلاق الكون على الوجود صحيح، قال الكفوي في الكليات: الوجود المطلق: هو الكون. اهـ.
وقال الجرجاني في التعريفات: الكون: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم، لا من حيث إنه حق، وإن كان مرادفًا للوجود المطلق العام ... اهـ.
وجاء في «المعجم الوسيط»: الكون الوجود المطلق العام. اهـ.
وأما المكان، فيراد به: ما يحيط بالشيء، ويراد به: ما يفتقر إليه الممكن، والله عز وجل منزّه عنهما جميعًا.
ويطلق المكان أيضًا، ويراد: ما يكون الشيء فوقه، والله سبحانه فوق عرشه؛ ولذلك نقول: إن تنزيه الله عز وجل عن المكان، يطلق ويراد به معان، بعضها صحيح، وبعضها ليس كذلك، كما سبق لنا بيانه في الفتوى: 356392.
والله أعلم.