عنوان الفتوى : معنى وجوب اليقين الجازم بأسماء الله الحسنى
قرأت أنه يجب اليقين الجازم بأسماء الله، ولكن توجد أسماء لله بعض العلماء يثبتها، وبعضهم لا يثبتها، فما الحكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمراد من قال ذلك من أهل العلم أنه يجب الإيمان الجازم بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة إجمالا، وليس مرادهم تعيين هذه الأسماء، ولذلك فهم يختلفون في تعيين بعضها إثباتا أو نفيا، لأن أسماء الله تعالى وإن كانت توقيفية، إلا إنهم يختلفون في ثبوت بعض الأدلة الخاص ببعض الأسماء، فمن قام عنده الدليل على اسم منها أثبته، ومن لم يقم عنده نفاه.
كما أنه قد يحصل الخطأ في فهم الدليل الصحيح، فيُثبت به بعضهم اسما من أسماء الله تعالى، ولا يكون المراد منه ذلك، كلفظ الدهر في حديث: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار. رواه البخاري، ومسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية: تنازع المسلمون في تسمية الله بالدهر... اهـ.
وذكر تفصيل ذلك، وكلام أهل العلم فيه، وصوَّب أنه ليس من أسماء الله تعالى.
وقال قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة: ومما جاء في الحديث مما لا يؤمن وقوع الغلط فيه، قوله صلى الله عليه وسلم: فإن الله هو الدهرـ لا يجوز أن يتوهم متوهم أن الدهر من أسماء الله تعالى... اهـ.
وذكر تفصيل ذلك.
وكذلك يختلف أهل العلم فيما جاءت به النصوص منسوبا إلى الله تعالى بصيغة الفعل، وبصورة الاسم المضاف، هل يجوز اشتقاق الاسم منها؟ أم أن هذا ينافي التوقيف؟ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 125377.
والمقصود أن اختلاف أهل العلم في شيء من تفصيل أو تعيين بعض الأسماء، لا يتعارض مع الإيمان بأسماء الله إجمالا، وبحسب المسلم العامي أن يؤمن بما بلغه وعلمه، فإن كان مما اتفقوا عليه، فلا إشكال، وإن كان مما اختلفوا فيه، فيكفيه أنه قلد فيه من يثق بهم من أهل العلم المعتبرين، كما هو حاله في سائر مسائل الخلاف.
والله أعلم.