عنوان الفتوى : الفرق بين كمال الله وكمال المخلوق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

بالنسبة لصفات الكمال: طبعا هي لله وحده، ولا يشاركه فيها أحد، لكن دخلتني شبهة، وهي في كمال المخلوقات: كيف يكون من المخلوقات من هو كامل، وهو لا يوجد كامل غير الله؟ كالنبي -صلى الله عليه وسلم- مثلا. موصوف بكمال الخلق والأخلاق. فكيف أفرق بين كمال الله، وكمال المخلوقات؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكمال المطلق الخاص بالرب -جل وعلا- هو منتهى الكمال وغايته الذي لا كمال فوقه، وهو الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.

وأما الكمال الذي يوصف به المخلوق، فهو كمال بالنسبة إلى جنسه، فالمخلوق الموصوف بالكمال إنما كماله بالنسبة إلى غيره من المخلوقين، وهو كمال مشوب بالنقص إذا ما قورن بكمال الله المطلق.

قال ابن تيمية في الاستغاثة: فإن الكمال الثابت ليس محدودا يعلمه الناس كلهم، وما من كمال إلا وفوقه كمال آخر، والكمال المطلق الذي لا غاية فوقه لله -تبارك وتعالى-، وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "كمل من الرجال كثير [... إلى آخر الحديث] " ، وهؤلاء الكاملون بعضهم أكمل من بعض. اهـ

وقال ابن تيمية: الذي يستحقه الرب هو الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وأنه الكمال الممكن للوجود، ومثل هذا لا ينتفي عن الله أصلا، والكمال النسبي هو المستلزم للنقص فيكون كمالا من وجه دون وجه؛ كالأكل للجائع كمال له، وللشبعان نقص فيه، لأنه ليس بكمال محض، بل هو مقرون بالنقص.

والتعالي، والتكبر، والثناء على النفس، وأمر الناس بعبادته، ودعائه، والرغبة إليه، ونحو ذلك مما هو من خصائص الربوبية؛ هذا كمال محمود من الرب تبارك وتعالى، وهو نقص مذموم من المخلوق. اهـ من مجموع الفتاوى.

وانظر الفتوى: 409144. وراجع في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
محبّة أسماء الله وصفاته وأفعاله والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم
حكم إطلاق اسم المُشَرِّعُ على شخص، وهل يجب تغييره؟
تشبيه الله بالمخرِج، من تشبيه الله بخلقه
معنى وجوب اليقين الجازم بأسماء الله الحسنى
حكم قول الداعي: اذكرني يا ذاكر
مقتضى أسماء الله الحسنى، وصفاته العُلا، العدل والحكمة
لا حرج في التسمية بالأسماء التي لا تختص بالله تعالى
جمال الله سبحانه بلغ الكمال المطلق
هل يجوز مناداة الله بـ: كنزي
حكم عبادة صفة من صفات الله
معنى قول ابن تيمية: وكلام الله: تكلم الله به بنفسه....
الغضب صفة ثابتة لله تعالى لا تماثل غضب المخلوقين
قول: "الله مسبِّب الأسباب"
قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"، ونفي المكان عن الله تعالى