عنوان الفتوى : التحذير من الفاسق والمبتدع هل هي من الغيبة؟
السؤال
أنا أعرف عقوبة سبّ وغيبة العلماء، فإذا قام عالم يظهر عليه وعلى مظهره أنه شيخ داعية للإسلام، ويظن الناس أن كلامه حق من مظهره، وأنه من الصعب أن يقوم بالغيبة، أو السب، أو التنفير من غيره دون سبب شرعي، فإذا سمعت تحذيره، فهل عليّ إثم استماع الغيبة؟
فإذا سبّ الشيخ داعيةً مثلًا، وقال: لا تتبعوه، وأنزل مقطعًا يحذّر الناس من ذلك الداعية، فهل يأثم الناس الذين يستمعون إلى نصيحته، ويحاسبون على استماعهم، إذا كان ذلك الشيخ فاسقًا كذابًا مغتابًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغيبة للتحذير من فاسق أو مبتدع جائزة، كما نصّ على ذلك أهل العلم، وانظري الفتوى: 186453.
وإذا علم هذا؛ فليس على من سمع نصيحة من يحذر من فاسق أو مبتدع إثم، لكن الذي نحبّ أن ننبّه عليه هو أن تلك الظاهرة الفاشية، وهي الطعن في العلماء والدعاة، ولمزهم بلا موجِب؛ من أعظم المزالق التي يستدرج بها الشيطان أولياءه للصدّ عن سبيل الله.
فينبغي الحذر ممن يجرح أهل العلم والدعوة بما لا يعدّ جارحًا، وينال منهم لمجرد خلاف في الرأي، ونحو ذلك.
ولا تلتفتي إلى قول الأقران بعضهم في بعض، ولكن من عرف باتّباع السنة، ونصرتها، والذبّ عنها؛ فخذي عنه العلم.
والله أعلم.