عنوان الفتوى : مقدار الماء الكافي للغسل
السؤال
أنا شاب في السادسة عشر من عمري، وأعيش مع أمي وإخواني في بلدي، في مدينة العاصمة، وأبي مغترب في بلد أخرى، ولا يعمل أحد منا إلا أبي، وبسبب المرض المنتشر(كورونا)، وتقدم أبي في العمر أصبحت النقود تأتي أقل من المعتاد، وأنا لا أستطيع العمل حتى أتخرج من التوجيهي على الأقل (الصف الثاني عشر)، وأنا لا زلت في الصف الحادي عشر.
المشكلة أن خزانات المياه في العمارة التي نستأجرها لا تكفينا على الرغم من شراء خزان زائد عن الأصلي، وخط مياه الدولة الذي يمر على شارعنا قد انكسر أثناء العمل على القطار السريع، فأصبحنا نحتاج أن نشتري المياه من إحدى الشاحنات، والسعر قد أصبح فوق الذي نستطيعه.
والمصيبة أنني إذا أخرجت المني -خاصة في الشتاء- أحتاج إلى الاغتسال، ولكن إذا اغتسلت يصبح الخوف من فقدان كمية ليست عادية من الماء في الخزان، وأمي تمنعني من الاستحمام، أو الاغتسال خوفا منها أن تنتهي المياه في وقت أسرع من المعتاد، فأجمع صلوات أسبوع أو أكثر أو أقل.
وهذا يشق علي في يوم وليلتها مما يصيبني بالقنوط.
مع العلم أنني في مدينة العاصمة، ولست في القرى أو البادية.
فهل هذا فعل صحيح؟ وإذا كان لا، فماذا أفعل؟
وإذا كان هناك دعاء أقوله ليكفيني ربي شر نفسي، وشر الشيطان ووسواسه.
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاغتسال على الوجه المشروع لا يستهلك كمية كبيرة من الماء، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع، وهو لتران من الماء تقريبا، وهذا مقدار يسير لا نظنه يؤثر فيما لديكم من الماء.
ومن ثّمَّ، فعليك أن تتبع السنة في اغتسالك، وبذلك تفعل المشروع، وتتخلص من مغبة ترك الصلاة وإضاعتها، وإياك وترك الصلاة، فإن ترك الصلاة من أكبر الموبقات، وأعظم الذنوب، ولا عذر لك في ترك الصلاة بحال، بل إنك بذلك تعرض نفسك لسخط الله تعالى وعقوبته، وانظر الفتوى: 130853.
فعليك إذا أجنبت أن تبادر بالاغتسال، وعليك ألا تسرف في استعمال الماء اتباعا للسنة، وحرصا على مصلحة الأسرة، وسل الله أن يصرف عنك السوء والفحشاء، وتعوذ به من الشيطان الرجيم كلما عرضت لك تلك الأفكار السيئة.
والله أعلم.