عنوان الفتوى : معنى حديث سلمان "لا نؤمكم في صلاتكم، ولا ننكح نساءكم"

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما هي صحة ما روي عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- من أنه قال : لا نؤمكم في صلاتكم، ولا ننكح نساءكم –يعني– العرب ؟ إرشاد الفقيه لابن كثير ص149, و قد قال عنه الألباني (صحيح الإسناد), وعلى فرض صحة الحديث فما هي دلالاته؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن هذا الحديث رواه البيهقي وعبد الرزاق، والطبراني في الكبير والأوسط والبزار، ورواه البيهقي مرفوعاً، وقد ضعف الهيثمي سند عبد الرزاق والبيهقي والطبراني في الكبير لوجود أبي ليلى الكندي فيه، فقال: ضعفه ابن معين.

وضعف سنده في الأوسط، فقال: في إسناد الأوسط السري بن إسماعيل وهو متروك. وقد جوَّد شيخ الإسلام سند البزار في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم، وقد ضعف الألباني سند البيهقي وعبد الرزاق والبزار نظراً لوجود أبي إسحاق السبيعي فيه وهو مختلط مدلس، وقد تكلم عليه في السلسلة والإرواء فقال: ضعيف جداً، وضعف كذلك الحديث المرفوع الذي رواه البيهقي.

وأما دلالة الحديث فإنها تحتمل التواضع من سلمان في خطابه مع بعض الصحابة، ويدل لذلك أنه ثبت أنه كان يؤم الناس لما كان أميراً بالمدائن، وأنه لا يعلم في كتب أهل العلم اشتراط كون إمام الصلاة عربيا، بل كان العجم يؤمون الناس في عهد السلف، ويدل له كذلك أن سلمان تزوج امرأة من كندة، وأنه ثبت في عهد السلف تزويج العربيات بغير العرب، فقد تزوج بلال أخت عبد الرحمن بن عوف.

وتحتمل كذلك اعتبار كفاءة النسب في النكاح، وقد احتج به ابن قدامة في الكافي والمغني، وشيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم على ذلك.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها في تحقيق موضوع الكفاءة وشروط الإمامة:9642، 9489، 19698، 19166.

والله أعلم.