عنوان الفتوى : هل يتمثل الشيطان في صورة بشر ويخاطبه الإنسان
هل من الممكن أن يخاطب الإنسان الشيطان؟ لأنني أشعر في بعض الأوقات كأنني في صراع أو حوار مباشر مع الشيطان، ربما هي وساوس، ولكن أشعر تارة بالضعف وتارة بالقوة والإيمان؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن الإنسان في صراع مستمر مع الشيطان، فالشيطان لا يألو جهداً في سبيل إضلاله، كما قال الله عز وجل عنه: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف:16-17].
وفي الحديث: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. رواه البخاري ومسلم.
وإذا كان الأمر كذلك فإن سلاح المؤمن أمام هذا العدو ظاهر العداوة هو الاستعاذة من شره بخالقه جل وعلا، كما قال الله عز وجل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200].
ويتقي شر الشيطان أيضاً بالحذر من وساوسه وطرقه في الإغواء وتجنب ذلك، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21].
ويحتاج الشخص لكي يعرف وسائل الشيطان إلى العلم الشرعي، فإن من السهل على الشيطان أن يضل الجاهل، ولا تلتفت إلى وساوس الشيطان، وأكثر من ذكر الله تعالى وطاعته، فإن الشيطان يخنس ويصغر إذا ذكر الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حكاية عن يحيى عليه السلام إذ أوصى قومه بقوله: وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، وكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وقد يتمثل الشيطان في صورة بشر ويخاطبه الإنسان، كما صار لأبي هريرة رضي الله عنه في مخاطبة الجني الذي أراد الأخذ من مال الصدقة، وأما حديث النفس مع الشيطان، فأكثره من باب الوساوس التي يتغلب عليها الإنسان بالطاعة والذكر كما سبق.
والله أعلم.