عنوان الفتوى : مؤلفات في علم الحديث الشريف
السؤال
أريد أن أشتغل بعلوم الحديث، فأتحقق من الروايات التي يُقبَل أن ندين بها لله، وأميزها من الروايات التي ليس عليّ تكليف شرعي أن أعمل وفقها.
فما هي المؤلفات التي تنصحوني بها؛ لتنفعني في هذا المجال؟
أتمنى ذكر المؤلفات وفق تصنيفها بدء من الأولى والأهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاشتغال بعلم الحديث ومعرفة الصحيح منه من الضعيف، علم شريف، ومن جملة علوم الشريعة، وهو كسائر العلوم الشرعية يحتاج طالب العلم فيها إلى أن يدرسها على شيخٍ، متدرجا بادئاً بالمختصرات من كتب المصطلح ثم المطولات، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا العلم واسع، والوصول فيه إلى درجة الحكم على الأحاديث بالصحة والضعف ليس بالأمر السهل، وإنما يتولى ذلك أئمة الحديث ممن رسخ علمهم فيه.
قال الحافظ العراقي في الألفية:
وَلَا تُضَعِّفْ مُطْلَقَاً بِنَاءا عَلَى الطَّرِيْقِ إذْ لَعَلَّ جَاءا
بِسَنَدٍ مُجَوَّدٍ، بَلْ يَقِفُ ذَاكَ عَلَى حُكْمِ إمَامٍ يَصِفُ
بَيَانَ ضَعْفِهِ .......
قال الحافظ نفسه في شرحه: إذا وَجدْتَ حديثاً بإسنادٍ ضعيفٍ، فلكَ أنْ تقولَ: هذا ضعيفٌ، وتعني بذلكَ: الإسنادَ. وليسَ لكَ أنْ تعني بذلك ضَعْفَهُ مطلقاً، بناءً على ضَعْفِ ذلك الطريقِ؛ إذ لعلَّ له إسناداً آخرَ صحيحاً، يثبُتُ بمثلِهِ الحديثُ، بل يقفُ جوازُ إطلاقِ ضَعْفِهِ على حكمِ إمامٍ من أئمةِ الحديثِ، بأنّهُ ليس لَهُ إسنادٌ يثبتُ به، مع وصفِ ذلكَ الإمامِ لبيانِ وجهِ الضَّعْفِ مُفسَّراً. اهــ.
وإذا درست هذا العلم على شيخ متخصص، فإنه سيدلك على ما يمكنك دراسته من كتب هذا العلم، الأول فالأول.
والذي يمكننا قوله باختصار هنا: أن من كتب هذا العلم النافعة المختصرة، كتاب: "نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر العسقلاني، وشرحه عليه المسمى نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، وللمتن " نخبة الفكر " عدة شروح للمتقدمين والمعاصرين، وللمتن أيضا منظومات كنظم إسبال المطر لمحمد بن إسماعيل الصنعاني.
ومن المتون المفيدة أيضا متن "الموقظة" للحافظ الذهبي، وكتاب: "اختصار علوم الحديث" للحافظ ابن كثير، ثم الانتقال إلى الكتب المطولة كألفية الحافظ العراقي وشروحها. وألفية السيوطي وشروحها.
والله أعلم.