عنوان الفتوى : نصائح لمن تشعر بحزن لتأخر زواجها
السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وجعله في موازين حسناتكم، ووفقكم الله، وسدد خطاكم.
فتاة تسأل: كيف تثبت قلبها على الرضا بما قدره الله عليها من أمر ما، كتأخر الزواج مثلا، حيث إنها كلما مر عام من عمرها تشعر بضيق وحزن داخلي لا إرادي لتأخرها عن الزواج. وهي لا تتحدث بذلك مع أحد أبدا حتى لا يكون ذلك تسخطا على قدر الله، ولكنها مشاعر داخلية لا إرادية لا تستطيع التحكم فيها، وتزداد عندما تُخطب إحدى قريباتها، أو ترزق بمولود. وهذا ليس حسدا لهن -حاشا لله- ولكني أكتب ذلك طلبا للاستشارة، وخاصة أنها دخلت في العقد الرابع من العمر. هي دائما تبث في نفسها التفاؤل وحسن الظن بالله، ولكنها أحيانا تصاب بالإحباط، فهي تريد النصح والمشورة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى هذه الفتاة أن تعلم أن اختيار الله لها، خير من اختيارها لنفسها، وأن الله تعالى أعلم بمصالحها من نفسها، كما قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، {البقرة:232}، {آل عمران:66}، {النور:19}.
وأنه تعالى أرحم بها من والدتها، وأنه تعالى هو الغني الحميد الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها ويوقعها في مواقعها، فهو سبحانه يعطي كل أحد ما يستحقه، وما يزكو عليه ويصلح به.
فعليها أن تستسلم لحكمه، وترضى بقضائه، عالمة وموقنة أن فيه الخير والمصلحة لها، وقد أطلنا الكلام في كيفية تحصيل الرضا بمقدور الله تعالى، ونقلنا طرفا صالحا من كلام ابن القيم في هذا، وذلك في الفتوى: 409045، فلتنظر.
ومع هذا؛ فعليها أن تجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقها ما تحب، فلعل الله أخر عنها هذا الرزق؛ ليسمع دعاءها وضراعتها، فهو سبحانه يحب إلحاح الملحين في الدعاء، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
والله أعلم.