عنوان الفتوى : كيفية التصرف مع من يطلع على بيته ومحارمه ولا يستطيع منعه
السؤال
ماذا أفعل مع شخص يسترق النظر إلى بيتنا الذي فيه محارمي، ولا أستطيع ردعه؛ لأن عشيرته ذات قوة ومنعة، ونحن ليس لنا نصير سوى الله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاطلاع الرجل على بيوت الناس بغير إذنهم، والنظر إلى محارمهم، من المنكرات العظيمة التي وردت بخصوصها بعض نصوص الوعيد والتحذير من هذا الفعل، ويمكن مطالعة الفتويين التاليتين: 258292، 214648.
فإن كان من أشرت إليه يقوم بما ذكرت عنه، فلا شك في أنه مسيء إساءة بالغة، ومن اطلع منه على ذلك يجب عليه الإنكار عليه حسب قدرته، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من رأى منكم منكرا؛ فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
وينبغي أن يسلط عليه من يمكنه ردعه عن هذا الفعل من الجهات المسؤولة، أو عقلاء قومه مثلا. فإن لم تجدوا سبلا للتخلص من شره، فلتتخذوا كل سبيل يحول دون اطلاعه على بيوتكم بسد الثغرات المعينة له على ذلك، واتخاذ الحجب، وتوجهوا إلى ربكم ليصرف عنكم شره.
وهنالك أدعية تناسب هذا المقام، ومنها ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ، حين يُصبح وحين يُمسي: اللهم إني اسأَلك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أَسأَلك العفو والعافية في ديني ودنياي وأَهلي ومالي، اللهم استر عَوْرَاتي، وآمنْ رَوْعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ وين خلفي، وعن يميني وعن شَمالي ومن فوقي، وأَعوذ بعظمتك ان أُغْتَال من تحتي.
وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خاف قوما، قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
والله أعلم.