عنوان الفتوى : شرح حديث: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا..."
السؤال
أحب بفضل الله الهمة العالية، ومعالي الأمور، وحينما أعظ النساء، أحب أن أحيي فيهنّ الهمة العالية، غير أني وجدت حديثين أشكلا عليّ: الحديث الأول: "كَمُلَ من الرجالِ كثيرٌ، ولم يَكْمُلْ من النساءِ إلا ثلاثٌ: مريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ امرأةُ فرعونَ، وخديجةُ بنتُ خويلدَ، وفضلُ عائشةَ على النساءِ كفضلِ الثريدِ على سائرِ الطعامِ"، فهل معنى هذا أن بقية نساء الأمه لن يكملن؟
أحسست بأن هذا - لفهمي القاصر الضعيف- معطل للهمم، وحاشاه صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: "النساء شقائق الرجال"، وإن لم تكن هذه المرأة ستكمل، فهذه عائشة لم تكمل، ومع ذلك أشاد النبي صلى الله عليه وسلم بها، وهل معنى ذلك أنهنّ لن يصلن للدرجات العلا من الجنة؛ لأنهن لم يكملن، أم المراد به الكمال في الدنيا فقط؟ ولو كانت المرأة تعين من يكمل من الرجال -كأن تكون زوجته، أو أخته، أو أمّه، أو معلمته-، فهل تأخذ بذلك أجره، وتكون بذلك قد كملت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. ليس فيه دلالة على منع نساء هذه الأمّة من الوصول إلى الكمال البشري، فقد جاء في إكمال المعلم بفوائد مسلم: وليس يشعر الحديث بأنه لم يكمل، ولا يكمل ممن يكون في هذه الأمة غيرهما. انتهى.
وجاء في التنوير شرح الجامع الصغير: وليس في الاقتصار عليهما حصر للكمال فيهما؛ فقد ثبت أن فاطمة -رضي الله عنها- أكمل النساء على الإطلاق. انتهى.
ونعتذر عن الجواب عن بقية الأسئلة؛ حيث إنّ سياسة الموقع أن يكون كل سؤال على حدة، فإذا ذكر السائل عدة أسئلة، فيجاب عن واحد منها فقط.
والله أعلم.