عنوان الفتوى : سبب نزول (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً ..)
فيمن نزلت هذتان الآيتان (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة...) (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا...)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم نقف على سبب معين لنزول آية سورة فصلت فيما أورده كبار المفسرين كابن جرير الطبري وابن كثير وغيرهما، فليس للآية سبب نزول، وإنما نزلت ابتداء لبيان ما نزلت من أجله من أمر الإيمان والاستقامة عليه، فهي آية عامة وليس لها سبب خاص، والله أعلم. أما الآية الأخرى، أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ [السجدة:18]، فنزلت بالمدينة في علي ابن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، ذكر ذلك القرطبي والبغوي، والخطيب في "تاريخ بغداد"، وقد رواه الطبري بإسناده عن عطاء بن يسار قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين الوليد وبين علي كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأرد منك للكتيبة، فقال علي: اسكت فإنك فاسق، فأنزل الله فيهما: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ [السجدة:18]، إلى قوله :بِهِ تُكَذِّبُونَ [السجدة:20]. والله أعلم.