تفسير سورة يوسف للناشئين (الآيات 70 - 95)
مدة
قراءة المادة :
9 دقائق
.
تفسير سورة يوسف للناشئين( الآيات 70 - 95 )
معاني مفردات الآيات الكريمة من (70) إلى (78) من سورة «يوسف»:
﴿ السقاية ﴾: إناء من ذهب للشرب اتُّخِذَ للكيل.
﴿ أذَّن مؤذن ﴾: نادى منادٍ.
﴿ العير ﴾: القافلة فيها الأحمال.
﴿ صواع الملك ﴾: مكياله وهو السقاية (الإناء الذهبي).
﴿ زعيم ﴾: كفيل أؤديه إليه.
﴿ فما جزاؤه ﴾: أي فما عقاب السارق.
﴿ فهو جزاؤه ﴾: فالسارق جزاء المسروق لا غير وفي مقابله، وكانت هذه سُنَّة آل يعقوب.
﴿ كدنا ليوسف ﴾: دبرنا لتحصيل غرضه، وعلمناه الاحتيال في أخذ أخيه (والمتكلِّم هو الله سبحانه وتعالى يعظِّم نفسه).
﴿ دين الملك ﴾: شريعة ملك مصر أو حكمه.
﴿ ولم يبدها ﴾: لم يظهرها.
﴿ بما تصفون ﴾: بما تذكرون من أمره.
﴿ فخذ أحدنا ﴾: استعبد واحدًا منَّا.
﴿ مكانه ﴾: بدلاً منه.
مضمون الآيات الكريمة من (70) إلى (78) من سورة «يوسف»:
1 - تواصل الآيات قصة إخوة «يوسف» معه، بعد أن أخذوا معهم إليه أخاه الشقيق «بنيامين» وأسر إليه أنه سيحتال لإبقائه معه، فلما هيَّأ لهم أحمالهم، وأوفى الكيل لهم جعل مكيال الملك في رحل أخيه «بنيامين» ثم نادى المنادي على أصحاب الإبل المحملة: إنكم لسارقون، فلما استفسروا عن المسروق قيل لهم: هو مكيال الملك، فحلفوا متعجبين أنهم ليسوا بسارقين، فقالوا لهم: فما جزاء سرقته إن كنتم كاذبين، قال إخوة «يوسف»: جزاء سرقته أخذ من وُجد في رحله، وكان حكم السارق في آل «يعقوب» أن يؤخذ فيُستعبد، فبدأ بتفتيش أوعيتهم قبل وعاء «بنيامين» لإزالة التهمة عنه، حتى وصل إلى وعائه، فقال: ما أظنُّ هذا أخذ شيئًا، فقالوا: لا نتركه حتى ننظر في رحله فإنه أطيب لنفسك ولأنفسنا، ثم استخرج الإناء الذهبي من وعاء أخيه.
2 - قالوا: إن يسرق «بنيامين» فقد سرق أخٌ له من قبل - يقصدون «يوسف» - فأسرَّ يوسف في نفسه قوله: أنتم شرٌّ منزلة في السرقة والله أعلم بما تقولون أو تكذبون، فأخذوا يرجونه أن يأخذ أحدهم بدلاً منه رهينةً أو عبدًا.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (70) إلى (78) من سورة «يوسف»:
1 - يرفع الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده درجات في العلم.
2 - ما فعله «يوسف» عليه السلام كان بتدبير الله سبحانه وتعالى وبتعليمه إياه وعن أمره.
3 - من الكيد والحيل ما هو محبوب يرضاه الله؛ لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (79) إلى (86) من سورة «يوسف»:
﴿ معاذ الله ﴾: نعوذ بالله معاذًا ونعتصم به.
﴿ استيأسوا منه ﴾: يئسوا من إجابة «يوسف» لهم.
﴿ خلصوا نجيًّا ﴾: انفردوا متناجين متشاورين.
﴿ ما فرَّطتم ﴾: قصرتم (وتكون ما زائدة).
﴿ أبرح ﴾: أفارق.
﴿ العير ﴾: القافلة.
﴿ سوَّلت ﴾: زيَّنت وسهَّلت.
﴿ يا أسفى ﴾: يا حزني الشديد.
﴿ ابيضَّت عيناه ﴾: أصابتهما غشاوة، فابيضتا.
﴿ كظيم ﴾: ممتلئ من الغيظ أو الحزن يكتمه ولا يظهره.
﴿ تفتأ ﴾: لا تزال.
تكون حرضًا: تصير مريضًا مقتربًا من الهلاك.
﴿ بثِّي ﴾: غمِّي وهمِّي.
مضمون الآيات الكريمة من (79) إلى (86) من سورة «يوسف»:
1 - تكمل الآيات الحوار بين «يوسف» وإخوته، وقد رفض أن يأخذ واحدًا منهم بدلاً من «بنيامين»، فلما يئسوا انفردوا يتناجون، وذكَّرهم كبيرهم بالعهد الذي أخذه أبوهم عليهم بالمحافظة على «بنيامين» ولامهم على تفريطهم من قبل في «يوسف»، وقرر أن يبقى في أرض مصر، حتى يأذن له والده بالرجوع، أو يحكم الله بالخروج منها، وأمرهم أن يرجعوا إلى أبيهم، وأن يعتذروا إليه بأن ابنه سرق، وقد شاهدوا ذلك، ولم يكونوا على علمٍ بالغيب حين وعدوه.
2 - رجع إخوة «يوسف» وقالوا لأبيهم ما أوصاهم به كبيرهم، وطلبوا منه أن يسأل أهل القرية التي كانوا فيها، وأصحاب الإبل التي جاؤوا عليها، فإنهم صادقون.
3 - قال لهم أبوهم: بل زينت لكم أنفسكم أمرًا، فصبرٌ جميل لا شكوى فيه إلا لله، ولا جزع، لعلَّ الله يأتيني بهم جميعًا، إنه عليم بحالي حكيم في تدبيره، ثم أعرض عنهم، واشتدَّ أسفه، وكتم حزنه حتَّى ابيضت عيناه، وقال له أبناؤه: لا تزال تذكُر «يوسف»، حتى تمرض فلا تستطيع النهوض، أو تكون من الهالكين.
فقال لهم: إنما أشكو ما بي إلى الله.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (79) إلى (86) من سورة «يوسف»:
1 - أهمية الصدق في القول والدفاع عن النفس بالحق، وفضيلة الرجاء في الله، وهي من صفات الإيمان.
2 - لا يؤاخذ الله الإنسان بحزن القلب ولا بدمع العين؛ لأنها رحمة، وإنما حرَّم النواح، واللطم، وشق الملابس؛ جزعًا وأسفًا، والتلفُّظ بألفاظ الجاهلية كالسخط على قضاء الله.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (87) إلى (95) من سورة «يوسف»:
﴿ فتحسسوا من يوسف ﴾: فتعرفوا من خبر «يوسف».
﴿ روح الله ﴾: رحمته وفرجه.
﴿ الضر ﴾: الهزال من شدة الجوع.
﴿ ببضاعة مُزجاة ﴾: بأثمانٍ رديئة كاسدة.
﴿ مَنَّ ﴾: أنعَمَ.
﴿ آثرك الله علينا ﴾: اختارك وفضَّلك علينا.
﴿ لا تثريب عليكم ﴾: لا تأنيب ولا لوم عليكم.
﴿ فصلت العير ﴾: فارقت القافلة عريش مصر.
﴿ تفندون ﴾: تسفهوني أو تكذبوني.
﴿ ضلالك ﴾: بعدك عن الصواب.
مضمون الآيات الكريمة من (87) إلى (95) من سورة «يوسف»:
1 - تواصل الآيات الحوار بين «يعقوب» عليه السلام وأبنائه، وقد حزن على فراق أبنائه الثلاثة: «يوسف» و«بنيامين» و«روبيل» كبيرهم، فطلب منهم أن يذهبوا إلى أرض مصر؛ يستعلموا أخبار «يوسف» وأخيه ولا يقطعوا رجاءهم في الله، فلما ذهبوا إلى «يوسف» (ولم يكونوا قد عرفوه بعد) شكوا إليه ما أصابهم من قحط ومجاعة، وأن معهم ثمن الطعام وهو قليل أو رديء، راجينه أن يعطيهم بهذا الثمن ما كان يعطيهم من قبل، وأن يتصدَّق عليهم بردِّ أخيهم إليهم، أو يأخذ هذا الثمن القليل.
فأخذته الرقة والرحمة وتعرَّف إليهم، وذكَّرهم بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه، وعلى أخيه، إذ جمع بينهما، فاعترفوا له بالفضل، وأقرُّوا بخطئهم في حقه، فعفا عنهم ودعا لهم بالمغفرة والرحمة، وطلب منهم أن يذهبوا بقميصه فيلقوه على وجه أبيهم الذي كان لا يُبصر من كثرة البكاء، وأن يحضروا أهلهم جميعًا إليه.
2 - ولما خرجت القافلة من مصر قال «يعقوب» لمن بقي عنده من بنيه: إنِّي لأجد رِيحَ يوسف لولا أن تتهموني بالسفه والكبر، فقالوا: تالله إنك لفي خطئك القديم - من حب يوسف - لا تنساه ولا تسلاه.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (87) إلى (95) من سورة «يوسف»:
1 - عدم اليأس من رحمة الله، ومحاولات البحث المتكررة عمَّا نفقده من أشياء أو أشخاص.
2 - طاعة الوالدين عبادة لله، ورقة «يوسف» عليه السلام وشفقته على أبيه وإخوته.
3 - التقوى والصبر من أسباب النجاح ورفع الدرجات، والرجوع إلى الحق فضيلة، والاعتراف بالخطأ رجولة.